في إحدى الليالي رجع رجل متأخرا إلى بيته وهو سكران , فلما وصلطرق باب بيته , ففتحت له زوجته البابَ , فرفع عندئذ يده وصفعها وقال لها " أين كنتِِ حتى الآن ؟!" ( ظنا منه أنها هي التي كانت خارج البيت ) .
تعليق :
1- حالة الرجل السكران تشبه حالة الحيوان , بل هي أسوأ , وذلك لأن الحيوان لا عقل له وأما الإنسان ففضله الله بالعقل ولكنه لا يستعمله أحيانا أو لا يعمل بمقتضاه ... بل إنه يشرب ما يذهب له هذا العقل . وصدق الله إذ يقول " قتل الإنسان ما أكفره " .
2- شرب الخمر حرام , وهو كبيرة من الكبائر , والخمر هي أم الخبائت ... وشرب الخمر حرام سواء أسكر أم لم يسكر , أي سواء كان قليلا أو كثيرا , لأنه " ما أسكر كثيره فقليله حرام " كما أخبرنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام .
3- تأخر الرجل سهرانا بعد العشاء في بيته وبدون ضرورة , غير مقبول البتة ,... وأما أن يتخلف الرجل ساهرا خارج البيت ولوقت متأخر من الليل فهو غير مقبول وغير مستساغ من باب أولى ... هذا إن سهر الرجل خارج البيت في حلال ولغير ضرورة , وأما إن سهر وتأخر في السهر خارج البيت ومع الحرام كشرب الخمر أو القمار أو الميسر أو ما شابه ذلك ... فهذه مصيبة كبرى وطامة عظمى .
4- تذليل المرأة الزائد وإعطاؤها أكثر مما تستحق من قيمة وقدر وأهمية غير مقبول أبدا , ولكن وفي المقابل ظلم الرجل للمرأة والتعدي عليها والإساءة إليها دون جريمة أو خطإ ارتكبته هو منكر كبير وشر مستطير . ظلم الرجل للمرأة مرفوض والرجل صاح , وأما ظلم الرجل للمرأة وهو سكران فهو ظلم مضاعف لأنه سكر أولا وتعدي على المرأة ثانيا .
5- ما أبعد الفرق بين وقت يقضيه الرجل ساهرا مع زوجته الحلال في البيت , أو نائما وسط أهله وأولاده , أو قائما يصلي من الليل ما تيسر له ... ووقت آخر يقضيه الرجل مع الخمر أو الميسر وسط رفقاء السوء ووسط السقاط من أشباه الرجال .
6- ما أبعد الفرق بين رجل له زوجة طيبة ومباركة ,... ومنه فهو لا يضربها حتى وإن خالفت وأساءت . هو يعظها وينصحها ويوجهها ولكنه لا يضربها لأنها تحسن إليه غالبا . هو يترفق بها ولا يضربها لأنه يحبها . هو يحسن إليها ولكنه لا يضربها لأن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يضرب واحدة من زوجاته ... شتان شتان بين هذا الرجل وبين رجل آخر لم يحسن إلى نفسه ومنه فهو لا يصلي وأغلب أوقاته هو سكران , وهو لم يحسن كذلك إلى زوجته ومنه فهو يضربها باستمرار وبدون أي سبب !.
7-الكثير مما نقرأه ونسمعه من نكت هنا وهناك , نحن نظنه أحاجي وخيالات , ولكنه في حقيقة الأمر حقائق ووقائع .