سمعت الأم صراخ ابنها , فذهبت إليه مسرعة وسألته عن سبب صراخه فقال " لقد ضربتني أختي عائشة " , فقالت الأم "إن أختك عائشة صغيرة وهي ما زالت لا تعرف أن الضرب يؤذي , فلا تلمها إذن يا بني" !.
وبعد قليل سمعت الأم صراخ ابنتها فذهبت وسألت ابنها " ماذا جرى ؟".
فأجاب الولد " لقد ضربتُ عائشة ... والآن يا أمي ومن اليوم فصاعدا أصبحت أختي عائشة تعرف أن الضرب يؤذي " !.
تعليق :
1- تضارب الأولاد فيما بينهم طبيعي وعادي إن لم يكن مبالغا فيه ... أي إن لم يحدث في كل وقت وحين , وكذا إن لم يؤد إلى ترك آثار على جسد المضروب . وأما إن لم يتوفر فيه الشرطان فإنه يصبح عندئذ مشكلة تحتاج إلى علاج سريع .
2- من أسباب التضارب بين الأولاد الغيرة فيما بينهم . ومن أسباب الغيرة الزائدة عند الأولاد وفيما بينهم عدم العدل عند الوالدين في التعامل مع الأولاد .
3- لا فرق عند الله بين الأولاد ذكورا أو إناثا , ومنه يجب العدل من الوالدين مع الأولاد وعدم التفريق بينهم على أساس من الجنس . وأما تفضيل الذكر على الأنثى بأي شكل من أشكال التفضيل فهو مرفوض شرعا حتى ولو وافقت عليه بعض الأعراف الفاسدة .
4- ومن غرائب النساء أن الكثيرات منهن مع أنهن نساء وإناث , ومع ذلك تجد الواحدة منهن تفضل بشكل واضح لا لبس فيه , تفضل الذكر على الأنثى ... ومن علامات ذلك فرحها الشديد بولادة الذكر واستقبال ولادة الأنثى في المقابل الاستقبال العادي ...
وحتى إن لم ينطبق هذا الكلام على كل النساء فإنه ينطبق وبكل تأكيد على الكثيرات والكثيرات جدا من النساء .
5- من أهم ما يلزم الانتباه إليه في حياتنا الدنيا إن أردنا سعادة الدنيا والآخرة , السير بمقتضى حديث رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
صحيح أن الذي يضرب غيره هو يعرف عموما أن الضرب يؤذي مهما كان الضارب صغيرا ... ولكن الذي أريد أن أؤكد عليه هنا هو أن الضارب للغير الظالم له يستبعد جدا أن يضرب غيره أو يظلم غيره لو وضع نفسه مكان الغير ... ولكن أنانية الكثير من الناس وعدم وضعهم لأنفسهم مكان الغير ( مع ضعف إيمانهم بالله تعالى وباليوم الآخر ) تجعلهم يظلمون ثم يظلمون وفي كل وقت وحين ... يظلمون بدم بارد جدا وبارد للغاية .
- لا يمكن أن يسرق شخصٌ لو وضع نفسه مكان المسروق .
- لا يمكن أن يكذب شخص لو وضع نفسه مكان المكذوب عليه .
- لا يمكن أن يُخلف في الوعد شخصٌ لو وضع نفسه مكان من أخلف معه الوعدَ .
-لا يمكن أن يسب ويشتم شخصٌ شخصا آخر لو وضع نفسه مكان الآخر الذي وقع عليه السب والشتم.
- لا يمكن أن يتهم شخص آخر بالباطل لو وضع نفسه مكان هذا الغير .
- لا يمكن أن يزني شخص بامرأة لو اعتبر هذه المرأة زوجته أو إحدى محارمه .
- لا يمكن أن يُـقبل أو يداعب أو يعاكس أو يختلي أو يقول كلمة نابية أو ... أي رجل مع أية امرأة أجنبية لو اعتبرها امرأة من أهله هو .
- لا يمكن أن يغش شخص شخصا آخر لو وضع نفسه مكان من وقع عليه الغش .
- وباختصار لا يمكن أن يظلم شخص شخصا آخر لو وضع نفسه مكان المظلوم .
6- قلت وما زلت أقول وسأبقى أقول " أنا أحب أن لا أظلِم ( بكسر اللام ) , وأحب كذلك أن لا أظلم ( بفتح اللام ) ... ولكن إن كان لا بد من أحدهما فإنني دوما وأبدا أحب وأريد وأتمنى أن ألقى الله عزوجل مظلوما لا ظالما ... وهذا أمر فرضته على نفسي وأتمنى من كل مسلم يقبل مني النصيحة أن يفرضه على نفسه كذلك وطيلة حياته .
7- من أعظم جرائم الشيعة الإمامية الإثناعشرية ومن أعظم العقائد الفاسدة عندهم : الشك أو الطعن (أو السب والشتم واللعن ) في عرض وشرف أمنا الطاهرة العفيفة الشريفة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين .
وفقني الله وأهل المنتدى جميعا بلا استثناء لكل خير , آمين .