رابعة والنهضة النزوح إلى الجنة :
كان نزوحًا جماعيا من رابعة والنهضة إلى الجنة تسابق إلى ركوب عربة الشهادة وقطارها الكثير لكن لم ينلها إلا من اتخذه الله كذلك فالشهادة جائزة ولا تعطى إلا لمن يستحق .
بالأمس كانت رائحة الجنة تملأ أنوفهم فيسعون إليها ليعانقوها حتى ارتقوا إليها .
بالأمس كان أهل رابعة والنهضة يؤسسون وطنًا في الجنة .
بالأمس بكى من لم ينل الشهادة ... وبكت مصر زهرة شبابها .
كان الجلاد وزبانيته يعيثون في الأرض فسادًا بكل ما أوتوا من قوة وطاقة ظنا منهم أن ذلك فوزهم ونصرهم ... عربدوا في الأرض فقتلوا الرضيع وأمه وذبحوا بسكين الطغيان زالقتل من ذبحوا وأدموا القلوب قبل العيون .... وذلك منتهى آمالهم !!
وكيف يشعر الطاغية واتباعه أن ما يفعله هو أمل الشهيد ومنيته وحلمه الأثير الذي يريد تحققه ؟
إن الطاغية أداة للباطل والباطل بدوره من جند الحق .. لقد حقق الطغيان للشهيد أمنيته بالشهادة والارتقاء إلى الجنة .
وما حرق الجثث انتقاما من أصحابها إلا زيادة في أاجر الشهيد ودرجته .. وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ؟؟؟
لقد حطوا رحالهم في الجنة كما نحسب إن شاء الله وتركوا الدنيا جحيمًا ولعنة على قاتليهم وزبانيتهم ليلقوا ربهم يخاصمون فاتلهم فيه .. ووويل للقاتل من القتيل في يوم العرض الذي لا يعرفه السيسي ولا الشرطة .. هذا إن كانوا مؤمنين بالله عز وجل من البداية .
لقد انتصرت رابعة وإن بدا غير ذلك !!
انتصر الدم على الرصاص .
والشهداء لن ترتفع بهم قوائم كرسي السيسي .. بل هم ثمن النصر وضريبة التمكين .
والدماء لن تذهب هدرًا .
كم نحن أقوياء ولم نكن ندري ؟؟!!
جرافات .. لودرات .. كراكات .. مجنزرات .. طائرات .. مظلات ... عمليات إنزال .. ومدرعات ومشاة وقوات خاصة وشرطة .. وذخيرة حية .... وشرطة وأمن مركزي !!
كل هذا من أجل اعتصام سلمي .. ورغم ذلك لا يفض إلا بعد ساعات عشر !!
فلو كان السلاح بيد الثوار لأفنوا الداخلية والجيش !!!
وأشد من ذلك ابتسامة الشهداء وهم يودعون الدنيا في إهانة واضحة لجلاديهم وقتلتهم .. فكم أنت مسكين أيها الجلاد .
لقد انتصرت رابعة والنهضة انتصارًا مبيناً والسنن ومصارع السابقين تروي ذلك فإن من قرأ البروج وترنم بها علم أن الطاغية لم يحفر الأخدود حتى خاب سعيه وبار وانعدمت حيلته في إعادة قومه إلى عبادته .
وأن فرعون ما طغى إلا حين أيقن بالهزيمة ورآها عينًا امام موسى عليه السلام في مواجهة السحرة .
وعادًا وثمود ما أهلكهم الله تعالى إلا حين بطشوا بطشا شديدا ثم عجزوا أمام النبيين الكريمين .
وما هددت مدين شعيبًا عليه السلام إلا حين ضعفت حجتهم وصمد المؤمنون !!
ومن بعد ذلك جاءت الهلكة وحاقت بهم الهزيمة ودارت عليهم الدائرة .
والسيسي اليوم محاصر .. ومن يحاصرونه هم الشهداء قبل الأحياء كما حاصر سعيد بن جبير الحجاج بعد موته حتى كان يهتف :
مالي ولسعيد بن جبير ؟؟
هلاكك قريب يا سيسي .. لأنك لن تجد نصيرًا لك من بعد أن تخليت عن دينك وانحزت إلى اليهود والنصارى !!!
هلاكك قريب والدماء لا تمحى مهما غسلت يدك منها .. لكنها دماء نقمة عليك .
ستهلك يا سيسي فالشعب موعده يوم الجمعة إن شاء الله معك لن يتركك لتحكمه فالكل رأى الشهداء وابتسامتهم فتيقن من أن الشهيد يسعد بموته لا يشقى فتمنى الشهادة ويفر إليها .
ستهلك يا سيسي لأن حاجز الخوف تكسَر وتحطَم وصار جذاذا وفتاتًا .
لن تنفعك آلات الموت لأننا نرى الجنة عند فوهاتها .
ولن ينفعك رجالك لأنهم سيجبنون أمام صمودنا وشجاعتنا .
ستهلك أنت والعاهرة التي تتقلب على فراشك المسماة بالداخلية وعلى رأسها كل ضابط جبان بجوار وزيره المنافق .
وكأن الآية نزلت فيك وفيهم : ((وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) سورة البروج .
اما شهداؤنا فقد ارتقوا ونزحوا إلى الجنة وانتصروا عليك يا كالح الوجه يا ميت القلب يا سفَاح .. لقد فوضوك ونحن فوضنا الله فيك وهو حسبنا الله ونعم الوكيل .
((وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر .
شهداؤنا بعد نزوحهم إلى الجنة : كيف أنتم هناك ؟ كيف وطنكم هناك ؟ كم جزيتم على صمودكم وقيامكم ؟ كأنكم تمرحون وتقصون روايات عن رابعة والنهضة وتذكرون أيامكم بهما وتنادون على أحبابكم أن هلموا إلينا فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا ((فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]