[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الغاية من هذا الإجهاض التخلص من جنين يحمل عيباً إرثياً أو
تشوهاً خلقياً (ولادياً) ولوضع استطباب الإجهاض تجب معرفة
وجود التشوه، الأمر الذي لم يكن التأكد منه ممكناً في الماضي
على الرغم من الشك به، فقد كان يشك بولادة مولود مغولي مثلاً
إذا حملت المرأة بعد سن معينة، ويشك بولادة جنين مشوه إذا
أصيبت الحامل بالحميراء (الحصبة الألمانية) من دون أن
يستطاع في الحالتين الجزم بالنتائج.
أما اليوم فقد أصبحت معرفة تشوه المضغة داخل الرحم والتنبؤ
بحدوث التشوه الجنيني ممكنين بفضل تقدم العلوم في الآونة
الأخيرة ولاسيما علم الوراثة ومبحث الأمصال من جهة، وبتقدم
وسائل الاستقصاء المختلفة ولاسيما بزل السلى
(السائل الأمنيوسي) من جهة ثانية، وبالتحليل العلمي لعوامل
الخطورة بحسب مختلف المعطيات كالإرث وعادات الحياة
والمحيط ووجود بعض الأمراض وتناول بعض الأدوية من جهة
ثالثة.
وأسباب الشذوذات :
إما وراثية وإما ولادية. وترتبط الوراثية منها غالباً بشذوذ صبغي
أو بمرض استقلابي، في حين تحدث الولادية من اضطراب في
أثناء الإلقاح نتيجة اضطراب البيضة في بدء الحمل بسبب
الأخماج أو الانسمام أو التعرض للأشعة.
تشخيص الآفات الوراثية قبل الولادة :
يمكن تشخيص هذه الآفات بدراسة السائل الأمنيوسي الذي يبزل
نحو الأسبوع الرابع عشر من الحمل، أي في نهاية الشهر الثالث،
وتدرس الخلايا الجنينية المتوسفة فيه بالفحص المباشر وبالزرع
من الوجهات النسيجية والحيوية الكيمياوية والخمائرية
والاستقلابية، ويعين الجنس الصبغي (جسم بار)،
كما يدرس السائل نفسه من الوجهات الحيوية والكيمياوية
والهرمونية. وتكشف بهذه الدراسة الشذوذات الصبغية
والاستقلابية. أما الشذوذات الصبغية فلبعضها مظاهر سريرية
وصفية كمتلازمة تورنر ومتلازمة كلينفلتر
Klinefelter syndrome والمغولية، في حين تبدو لبعض
الشذوذات الأخرى متلازمات سريرية أقل نوعية، ومع ذلك يعد
الشخص الذي يحمل هذه الشذوذات غير طبيعي. ويفيد فحص
الخلايا في تعيين جنس الجنين كذلك، فإن كانت الوالدة مصابة
بالناعور hemophilia وكان الجنين ذكراً كانت نسبة إصابته
50٪.
وأما الشذوذات الاستقلابية فهناك أمراض استقلابية ترتبط بنقص
فعالية الجملة الخمائرية أو بغيابها، ويمكن كشف بعض هذه
الأمراض في الجنين بدراسة الفعالية الخمائرية للخلايا الأمنيوسية
المزروعة، فقد تكون اضطرابات الاستقلاب هذه في الحموض
الأمينية أو في ماءات الفحم أو في الشحميات (اللبيدات).
الأمراض الجنينية المشوِّهة :
تتأثر المضغة ولاسيما في بدء تكونها ببعض العوامل الخارجية،
ويؤدي ذلك إلى حدوث تشوهات في الأجنة. ولايمكن حتى الآن
حصر هذه العوامل أو معرفة مدى تأثير معظمها. ولايمكن اعتماد
نتائج التجارب على الحيوانات في الإنسان، فكثير من العوامل
التي ثبت تأثيرها المشوه في الحيوانات كانت غير مشوهة في
الإنسان وبالعكس. ومن العوامل التي ثبت تأثيرها المشوه بنحو
أكبر، ولكن لايمكن الجزم بحدوث التشوه في الإنسان الأخماج.
فمن المحتمل أن تؤثر كل الأمراض الخمجية التي تصيب الحامل
في محصول الحمل، وكلما كانت الإصابة مبكرة كان الخوف من
التشوه، لأن الحمل ينتهي بمولود طبيعي في كثير من الحالات
ويستثنى من ذلك الحميراء (الحصبة الألمانية) التي ثبت تأثيرها
المشوه في المضغة، ويستطب لذلك إجراء الإجهاض الدوائي بعد
التأكد بالتفاعلات المصلية أن الإصابة حديثة وأن المرأة كانت
غير ممنعة من الحصبة.
ومن العوامل كذلك العوامل الكيمياوية ولاسيما الصادات والأدوية
المضادة للسرطان ومنها الهرمونات، فالهرمونات المؤثرة في
المضغة هي مضادات الغدة الدرقية التركيبية ومضادات السكري
المستعملة عن طريق الفم. أما الستروئيدات الجنسية فلبعضها
تأثير مشوّه بسيط كالبروجسترونات المشتقة من النورستروئيد
norsteroides والأندروجينات التي لها تأثير مذِّكر كذلك
. ومن هذه العوامل الإشعاعات، ويتعلق تأثير الإشعاع المشوّه
بعاملين: سن الحمل، وكمية الإشعاع، ويزداد تأثر البيضة
كلما كانت أصغر سناً. وتكون الأشعة في الأيام الأولى من تطور
البيضة، أي في طور التوتة morula مميتة أو غير مؤثرة
إطلاقاً، وهذا قانون «كل شيء أو لاشيء»، وتكون البيضة بعد
ذلك، أي في طور تكون المعيدة gastrulation شديدة
الحساسية بالأشعة. ويكبر الخطر على الجنين مع زيادة كمية
الأشعة. واستعمال الأشعة في المعالجة أشد خطراً من استعمالها
في التشخيص، لأن مقاديرها في المعالجة تكون أكبر.
أما تقدير درجة الخطورة حين استعمال الأشعة للتشخيص في
نساء لا يعلم أنهن حاملات، فيتطلب دراسة رياضية للمقدار الكلي
المعطى من الأشعة، ويبدو أن الخطر معدوم على الجنين في
الشهر الأول إذا كان المقدار أقل من 20 رنتغن، أما إذا كان
المقدار بين 40 رنتعن و 50 رنتغن فخطر التشوه 40 - 60٪
ويصبح الخطر 100٪ إذا كان المقدار أكبر من 60 رنتغن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الغاية من الإجهاض الاجتماعي (القانوني أو الجنائي) التخلص
من حمل غير مرغوب فيه من دون أن يكون في الحمل أو الحامل
سبب طبي ما. وهو أكثر أنواع الإجهاضات خطراً لأنه
يبلغ 95٪ من كل الإجهاضات الوقائية، وقدر عدد هذه
الإجهاضات في العالم عام 1985 بخمسين مليون حادثة.
والواقع أن عدد الإجهاضات في البلاد الأوربية يزيد على عدد
الولادات، ومن المؤكد أن سهولة الإجهاض وقلة التكاليف
ومجانيته في بعض البلدان من الأسباب التي تفسر انتشار هذه
الطريقة.
أسباب الإجهاض الاجتماعي :
إن الأسباب التي تدفع الحامل إلى التخلص من الحمل كثيرة، فهو
الحل الوحيد الممكن لحالات الاغتصاب، والعلاقات بين الأقارب،
وحمول المطلقات والأرامل والبنات العازبات. وهو الحل عند
المتزوجات اللواتي لا يقبلن استعمال موانع الحمل أو لايعرفن
كيف يستعملنها أو لا يتحملن استعمالها، ويردن مع ذلك تحديد
حمولهن، وهو الحل الذي يلجأ إليه المتزوجون الجدد ذوو الطموح
الكبير والدخل المحدود الذين يضعون الأولاد في ترتيب
الأفضليات بعد السيارة والدار.
كل هذه الأسباب، وغيرها كثير، لم يكن الإجهاض من أجلها
مسموحاً به في الماضي، وكان يعد جناية تستوجب العقاب،
ومازال الأمر كذلك في بعض البلدان. لذلك يقوم به بعض الأطباء
أو غير الأطباء بقصد الربح المادي خارجين بذلك على القانون.
ولما كانت معظم هذه الإجهاضات تجري بأيد غير خبيرة
وبطرائق غير فنية، وبوسائل غير معقمة، فقد كانت الاختلاطات
الناجمة عنها كثيرة وخطيرة ولاسيما الأخماج المختلفة التوضعات
التي قد تصل أحياناً إلى حدّ الصدمة الانتانية أو خمج الدم
septicemia الشديدي الخطورة، وهذا ما حدا إلى التفكير
بتوسيع استطبابات الإجهاض الاجتماعي لتشمل كل الأسباب التي
تدعو إلى اللجوء إليه. وقد بلغ الأمر في بعض البلدان السماح
الكامل بالإجهاض من دون قيد أو شرط على أن يتم في أوساط
فنية وبشروط جيدة، تحافظ على صحة المريضات وحياتهن
وتحول دون تعرضهن للاختلاطات الخطرة.
تشخيص الإجهاض الاجتماعي :
تراجع المريضة لنزف تناسلي، ويبدو بالفحص أن عنق الرحم
مفتوح بدرجات مختلفة، ويكون حجم الرحم أكبر من الحجم
الطبيعي، والحالة العامة متوسطة تدل على الخمج أكثر مما تدل
على النزف المديد. وهنا يجب وضع المريضة تحت المراقبة
للتأكد من توقف النزف ولإجراء الفحوص الدموية والضرورية،
ولتطبيق المعالجة بالصادات ومضادات الكزاز.
وإذا ما وجد بالفحص أن الإجهاض لم يتم بعد، وكان عنق الرحم
طويلاً ومغلقاً فيجب التوقف عن كل فعل، وإقناع المريضة
بالعدول عن تكرار محاولة الإجهاض ولو أن هذا غير مجد في
الغالب. أما إذا كان الإجهاض تاماً فيجب فحص جوف الرحم
تحت التخدير للتأكد من فراغها ومن سلامة جدرها.
ومن المناسب دائماً محاولة معرفة الوسيلة التي استعملتها المريضة
للإجهاض، فقد يساعد ذلك في تعليل الاختلاط الحادث.
الاختلاطات والتدبير :
يؤدي الإجهاض الجنائي إلى اختلاطات موضعية ومنطقية وعامة.
ومن الاختلاطات الموضعية انحباس المشيمة الذي قد يؤدي إلى
النزف أو الخمج ويعالج بالتجريف الإصبعي أو الآلي بمجرفة
كليلة. ويعوض النزف الحادث، ويحارب الخمج بالصادات. ومنها
الآفات الرضيّة الناجمة عن استعمال وسائل راضة، ويغلب أن
تتوضع في مضيق الرحم، وقد لا يتعدى الرض الصفاق، ويكفي
عندها مراقبة المريضة وإعطاء الصادات وقد يتعداه فيصل إلى
جوف البطن، ولابد عندئذ من التدخل الجراحي لاستئصال الرحم.
ومنها كذلك احتشاء الرحم وهو نادر وخطر، يبدو بصدمة مع
هبوط التوتر الشرياني وحالة التهابية شديدة
وزرام anuria ويغلب أن تنجم عن العصيات الحاطمة
bacillus perfringens. تعالج الصدمة وتعطى الصادات،
وتستأصل الرحم مع الإبقاء على المبيضين إن أمكن، ومع كل
الوسائل الحديثة في المعالجة تبقى نسبة الموت في هذه الإصابة
مرتفعة.
أما الاختلاطات المنطقية فهي اختلاطات خمجية تنتشر من الرحم
إلى أعضاء الحوض الأخرى ومنها التهاب الصفاق الحوضي،
وخراج رتج دوغلاس وفلغمون الرباط العريض، والتهاب
النفيرين. ولكل هذه الاختلاطات أعراضها المعروفة.
وقد يتلو انثـقاب الرحم التهاب الصفاق المعمم، كما قد تحدث
الاختلاطات الوريدية مع الخثرات والصمامات النتنة، وإنذارها
سيء.
وأما الاختلاطات العامة فمنها خمج الدم ولاسيما المكورات العقدية
الحالة للدم streptococcus hemolytic التي قد تؤدي إلى
خمج معمم وخيم مع فقر الدم. ومنها الانسمامات الخمجية،
بالعصيات الحاطمة، أو بالعصيات القولونية أو بعامل الكزاز،
وكلها سيئة الإنذار بدرجة شديدة. ومنها كذلك الانسمام بالأدوية
المجهضة التي تناولتها المريضة وتبدو باضطرابات حواسية
وفقد الوعي، ويرقان وزُرام بالتهاب الكبد والكلية أو التهاب الكلية
الحاد التالي لتناول أملاح المعادن الثقيلة. ثم إن منها
الاضطرابات العصبية، كالإغماء المميت حين دخول المادة
المجهضة لعنق الرحم فوراً وقد يكون سبَبَه منعكسٌ محرك
وعائي يبدأ موضعياً، والخثرات الوريدية الدماغية مع النوب
الاختلاجية والاضطرابات النفسية.
وقد تترك الإجهاضات المحرضة - سواء حدثت اختلاطات سريعة
أم لم تحدث - بعض العراقيل البعيدة، كالتهاب ما حول الرحم
المزمن، والتهاب النفيرين المزمن، والعقم، والاضطرابات
الوظيفية كعسرة الطمث، والاضطرابات النفسانية ولاسيما
الشعور بالذنب الذي يزداد حين حدوث العراقيل العضوية كالألم
أو العقم. وإذا حدث الحمل بعد مدة فقد يحدث الحمل البوقي أو
المشيمة المنزاحة أو نزف الخلاص أو تمزق الرحم، ولكل من
هذه العوارض اختلاطاتها الخاصة التي قد تؤدي إلى الموت.
إن كثرة اختلاطات الإجهاض الجنائي وعراقيله تدعو للعمل على
وقف تيار هذه الإجهاضات بكل الوسائل وإيجاد الحلول المناسبة
لمنع حدوث الحمول غير المرغوب فيها بوسائل أقل خطر
اسفه علي الاطاله حبيباتي