انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعد حدثًا انتقاليًا ضخمًا في حياة الطفل يتطلب أن يعد له الطفل إعدادًا طيبًا. وبالطبع فإن أصعب ما يعاني منه الطفل في تلك اللحظة هو الشعور بفقدان الأمان، كما أنه يصبح مسئولا عن تصرفاته وسلوكه ومطالبًا بإتباع قوانين وقواعد ربما لم تفرض عليه من قبل أثناء فترة وجوده بالبيت، لذلك فمن المهم جدًا على الوالدين أن يقوما مسبقًا بالتهيئة الكافية والكاملة للطفل لمواجهة هذا الحدث المهم في حياته .
ومع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد ابدأ بتهيئة أبنائك لاستقبال للعام الدراسي الجديد، اجتماعياً ونفسياً وذهنيا من خلال الحرص على الأتي:
إبرز لهم مزايا وأهمية التعليم في بناء شخصياتهم ومستقبلهم لكي يكونوا أعضاء نافعين لأنفسهم ولوطنهم .
تحدث إلى أبنائك عن اقتراب المدرسة وكيفية الالتزام ببعض الأمور التي قد تحرمهم من أشياء محببة لديهم والتي قد يقل تكرارها مع بداية العام الدراسي، ولكن احرص على ألا يكون ذلك فجائياً وقاسياً على نفوسهم.
درب طفلك على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم بحيث يكتسب مهارات المشاركة والعطاء وكيفية مواجهة المشكلات وإيجاد حلول مناسبة لها.
تزويده بالكتب المصورة التي تعكس حياة المدرسة بشكل مشوق وجميل.
دربي طفلك الصغير –عزيزتي الأم- على الانفصال عنك لبعض ساعات من اليوم وأن يتم ذلك تدريجيًا 'هنا تأتي فائدة وأهمية مرحلة رياض الأطفال قبل المدرسة.
قد يكون من المفيد للطفل أن يصطحبه والداه إلى المدرسة التي سيتم الالتحاق بها قبل بدء العام الدراسي ليتعرف على المكان والمدرسة التي ستقوم بالتدريس له والجو العام بالمدرسة بصحبة الوالدين في جو مطمئن له
في السن الصغير قد يقتنع إبنك بالحديث إذا كان ممن هم في مثل سنة أو أكبر منه قليلاً، فلا مانع من الاستعانة بالأخ الأكبر للطفل أو أحد الأقرباء الذي يكون على علاقة طيبة ومؤثرة في شخصية الطفل، للتحدث معه وتحفيزه لاستقبال العام الدراسي بقبول ورضاء نفسي .
من المهم جدًا التأكيد على إحساس الطفل بالأمان أي أنه لن يترك في هذا المكان الغريب، فعلى الأم والأب ألا يحاولا أن يتركا الطفل في المدرسة ويهربا منه وأن يتحدثا مع الطفل بصدق وثقة بأنه سيأتي لأخذه عقب انتهاء اليوم الدراسي .
عودي أبنائك على النوم المبكر، قبل بداية الدراسة بفترة كافية حتى تعتاد أجسامهم على تغيير مواعيد النوم والاستيقاظ والتي تختلف بشكل كبير عن ما اعتادوا علية في الإجازة.
لماذا لا يتقبل كل الأطفال المدرسة ؟
من حسن الحظ أن نُفور الطفل من التعليم المدرسي ليس أمراً طبيعياً بل يرجع إلى عوامل يمكن التحكم فيها أو التخفيف منها ومن تأثيرها. فالطفل لديه دافع طبيعي للتعلم وهو دافع يطلق عليه العلماء والباحثون أسماء مختلفة فهو "الميل لارتياد المجهول" أو "حب اكتشاف الجديد". وهكذا فأمام المدرسة فرصة ذهبية لتعزيز هذا الدافع الطبيعي وتوظيفه في توفير تهيئة نفسية عامة للتعلم المدرسي لدى أطفالها.
بعض هذه الظروف:
إن تهيئة الطفل نفسياً نحو المدرسة إنما هو أمر يعني كلاً من المنزل والمجتمع المحلي إلى حد بعيد، فإذا كانت أسرة التلميذ تتقبل المدرسة وتقدر دورها (كمؤسسة تعليمية) فإن الفرص كبيرة في أن ينتقل هذا الموقف إلى التلميذ نفسه، وإذا كان المجتمع يعطي اهتماماً لانتظام التلاميذ في التعليم المدرسي فإن هذا سينعكس على سلوك التلميذ الفرد.
إن المدرسة التي توفر لأطفالها جواً آمناً متحرراً من الخوف والقلق جواً يشجع الأطفال على المبادأة والمغامرة بالفكر والعمل، وجواً يسمح بالخطأ وتكرار الخطأ دون معاناة لمرارات الشعور بالفشل أو الخوف من السخرية، جواً يسمح للطفل بالتعبير. إن هذه المدرسة لا تقدم للطفل بيئة محببة إلى قلبه فحسب، بل هي أيضاً تُنمي في هذا الطفل اتجاهات الثقة بالنفس والأصالة والتجريب.
التهيئة النفسية للطفل تنقسم إلى قسمين:
التهيئة العامة: وتهدف إلى إزالة القلق من نفس الطفل وإدخال الأمن والهدوء إلى قلبه في المجتمع الجديد و مساعدته على التكيف مع الظروف الطارئة على حياته.
التهيئة اللغوية: وهي تدريب أعضاء النطق والسمع بالاعتماد على المحادثة، تنمية الثروة اللغوية، والتعرف على الأشياء المحيطة به وتسميتها، وتمييز الأشكال والأطوال والاحجام.