إن تعبير الداء السكري يصف اضطرابا استقلابياً متعدد الأسباب ، يتميز بارتفاع سكر الدم على الريق فوق 126/ملغ دل، مع اضطراب في استقلاب ماءات الكربون ،الدسم والبروتين، هذا الاضطراب ينجم عن خلل في إفراز الأنسولين أو عن خلل في عمله أو عن كليهما، وهو مرض مزمن يؤدي لاضطراب وقصور في وظائف الأجهزة والأعضاء المختلفة في الجسم ، وأعراضه الوصفية هي البوال والسهاف ،اضطراب الرؤيا ،نقص الوزن وفي أشكاله الحادة قد يتظاهر بالإحمضاض الخلوني السكري أو بسبات فرط التناضح ،وقد يكون لا عرضياً .
تنبع أهمية الداء السكري من كونه مرضاً مزمناُ واسع الانتشار، ويؤدي خلال سيره الطويل لمجموعة كبيرة من الاختلاطات التي تصيب الأوعية لاسيما الدقيقة مؤدية لمجموعة من الاختلاطات المزعجة والمهددة لحياة المرضى السكريين،و الاختلاطات الوعائية تكون تراجعية في الطور البدئي لها، ويحدث هذا بالضبط الجيد للسكري، ومن هنا تبرز أهمية البحث والتدقيق عنها بالوسائط الحساسة لذلك، كتصوير الأوعية الشبكية بالفلوروستيئين، حيث أن حالة هذه الأوعية تقدم صور ذات مصداقية كبيرة عن حالة الأوعية الدقيقة في الجسم، وكذلك الكشف عن البيلة الألبومينية الدقيقة، والحديث عن الداء السكري يقودنا إلى الحديث عن تاريخ هذا المرض الذي عرف منذ أيام الفراعنة، حيث وصفه (Ebers ) عام 1550 ق.م بالبوال الغزير والعطش وضياع الوزن، ثم إلى ابن سينا عام 1000ميلادي حيث قدم وصفاً دقيقاً للمرض واختلاطا ته لاسيما الفانغرين .وفي القرن الخامس عشر جاء الإنكليزي Tomas Willis ليقول عن بول السكري بأنه بول حلو كالعسل وعزا سبب ذلك لوجود بعض الأملاح في هذا البول، إلى أن أتى Mattew Dobson عام 1779 ليقول أن حلاوة البول السكري ناجمة عن السكر، الذي برهنه Chevreul عام 1815 بمعايرة الغلوكوز بالبول.
وفي عام 1830 وضع Bauchardt كتابه حول القواعد الصحية والغذائية والعلاجية للسكري واستمر العمل به حتى عام 1875. وفي منتصف القرن التاسع عشر وصف كلود برنار الفرنسي عمليات استحداث السكر من مصادر غير سكرية، وتحدث عن إنتاج السكر الكبدي.
وفي عام 1896 وصف طالب الطب ذو الـ 22 عاما بول لانغرهانس خلايا بنكرياسية ليس لها علاقة بالوظائف الإفرازية الهضمية للبنكرياس، تنتشر بشكل جزيرات في البنكرياس لم تعرف وظيفتها حتى عام 1900علىيد SZOBOLEU .L.W من روسيا وE.L.Opie من الولايات المتحدة حيث تمكنا من إظهار دور هذه الجزيرات في الآلية الإمراضية للسكري.
في بداية القرن وبعد العديد من الدراسات والتجارب تمكن Banting وBest عام 1922 من اكتشاف الأنسولين الذي تفرزه خلايا B البنكرياسية، وبتاريخ 11/1/ 1922 تلقى (المريض ليونارد جونسون) علاجا يحوي الأنسولين وذلك بحقنه بخلاصة جزر لانغرهانس. منقول