منتدى ايمان للنساء
السلام عليكم
مرحبا بك ايها الزائر ارجو ان تتفضل بالتسجيل وتصبح عضوا من اسرتنا
منتدى ايمان للنساء
السلام عليكم
مرحبا بك ايها الزائر ارجو ان تتفضل بالتسجيل وتصبح عضوا من اسرتنا
منتدى ايمان للنساء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ايمان للنساء

خياطة ,طرز ,اشغال يدوية ,طبخ ,حلويات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» تحميل كتاب المحترفات للتطريز بالشرائط ....جديد
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالجمعة 8 يناير 2016 - 14:43 من طرف asmamira

» مودلات مجلة رحمة سبيسيال كروشي للتحميل
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالجمعة 8 يناير 2016 - 14:38 من طرف asmamira

» ستائر رائعة مع باترون التفصيل
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 22:49 من طرف ayo.zina

» مجلة الراية الرمضانية:
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأحد 20 ديسمبر 2015 - 1:20 من طرف نعوم32

» وسادة بالكروشي مع شرح عملها بالصور
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالإثنين 14 ديسمبر 2015 - 20:42 من طرف ام لمياء و فيفي

» مجلة كروشي متنوعة ورائعة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالإثنين 14 ديسمبر 2015 - 20:35 من طرف ام لمياء و فيفي

» خطوة خطوة ورقة الكروشي
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالإثنين 14 ديسمبر 2015 - 20:33 من طرف ام لمياء و فيفي

» كوفرلي مفرش سرير لخديجة وميار وكل العرائس
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015 - 18:24 من طرف nsma

» فساتين صيف من مجلة انفال
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالخميس 10 ديسمبر 2015 - 13:16 من طرف aya333

» كيف تصنعين رفوفا رائعه لاشيائك الخاصة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالثلاثاء 8 ديسمبر 2015 - 22:26 من طرف امينة

» مجلة سلمى العدد الاول لقنادر الدار قنادر صيف
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالخميس 27 أغسطس 2015 - 0:47 من طرف zara34000

» مجلة امتياز اخر عدد قنادر الصيف
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالثلاثاء 25 أغسطس 2015 - 1:26 من طرف zara34000

» بطاطا شرمولة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأحد 28 يونيو 2015 - 19:35 من طرف امينة

» تحميل الفوتو شوب 8عربي-2012
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015 - 13:23 من طرف هبة اى تى

» ممكن مساعده عاجله من فضلكن
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2015 - 13:22 من طرف هبة اى تى

أفضل 10 فاتحي مواضيع
Admin
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ريان
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
سمسمة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
احلام وردية
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
امينة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
الروح الطيبة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ميار
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
عبيرالورد
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
فارسة الحق
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
فهيمة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
امينة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
Admin
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ام علي
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ميار
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
سندس
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ريان
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
احلام وردية
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
فهيمة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
ام علاء الدين
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
فضيلة
الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_rcapالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_voting_barالوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
التحدي الاقوة عد من واحد الى 10 بدون ما احد يقاطعك
قندورة قطيفة روايال زرقاء بالحجار
وصفة تغيير مذاق الكاوكاو إلى لوز
مجلة سلمى العدد الاول لقنادر الدار قنادر صيف
آخر عدد لمجلة شاهيناز لقنادر القطيفة جديد
روبة او فستان للصيف حصري على منتدانا
تطريز قلب بالورود بشرائط الساتان مع الخطوات والشرح بالصور
مجلة Alliance mode
مجلة عائشة لقنادر الدار العدد2
تحميل كتاب المحترفات للتطريز بالشرائط ....جديد
المواضيع الأكثر شعبية
كل مرة لغر
آخر عدد لمجلة شاهيناز لقنادر القطيفة جديد
قنادر جزائرية ولا اروع
جديد مجلة شاهيناز لقنادر الدار صيف قنادر صيفية جميلة وجديدة
مجلة سلمى العدد الاول لقنادر الدار قنادر صيف
موسوعة قنادر دار للصيف
قنادر صيف
مجلة عائشة لقنادر الدار العدد2
قنادر صيف ادخلوا تشوفوا
قندورة صيف بيزو بيزو وقماش
سحابة الكلمات الدلالية
horloge
احصائيات الزوار

compteur de visite html


احصائيات الزوار12.13


mon compteur



 

 الوصايا العشر في سورة الأنعام !!

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المديرة :ايمان



الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Images11
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5468
السٌّمعَة : 170
تاريخ التسجيل : 05/09/2011

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأربعاء 4 يناير 2012 - 10:13

الوصايا العشر
في
سورة الأنعام !!

قال تعالى :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾
وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾"
سورة الأنعام
وهذه السورة التي أنزلت على المصطفى بمكة – فهي سورة مكية – كرس الحديث فيها عن قضية واحدة لا تتغير ،
لكن الأسلوب في عرضها لا يتكرر ، وهي قضية التوحيد ، قضية العقيدة ، وهي القضية الكبرى ، وهي القاعدة الأساسية لهذا الدين ،
فالعقيدة هي المدخل للإسلام ، وهي محوره والروح التي تسري فيه ،
وقد جاءت هذه العقيدة في سورة موجزة :
"قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾"
فالعقيدة هي القاعدة الأساسية لإقامة هذا البناء العظيم ، وهي الأصل والأساس ، وعبادة الله هي البناء القائم على أساس العقيدة ؛
لأن الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ؛ يترتب عليه الانقياد له فيما اختاره ورضيه ، وفيما أمر به وما نهى عنه .
ولقد مضى على النبي في مكة ثلاثة عشر عاماً كاملة ، في تقرير هذه القضية الكبرى ،
ولم يتجاوز القرآن المكي هذه القضية الأساسية إلى شيء مما يقوم عليها من التفريعات المتعلقة بنظام الحياة ،
إلا بعد أن علم الله أنها قد استقرت في الأذهان ، واستوفت ما تستحقه من البيان ،
لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى الدعوة لها ، منذ اليوم الأول للرسالة ،
وأن يبدأ رسول الله أولى خطواته في الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله ،
وأن يمضي في دعوته يعرف الناس بربهم الحق ويُعَبِّدُهُم له دون سواه ، وأن يرد السلطان كله إلى الله ،
فهو السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على واقعيات الحياة ،
والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في الأرواح والأبدان .

ولنأت على ذكر نماذج من سورة الأنعام ، التي عنيت بشأن العقيدة وتركيزها ، والتي تدل على عظمة الله وقدرته وبديع صنعه :
"الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿١﴾
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴿٢﴾
وَهُوَ اللَّـهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴿٣﴾"
وقال تعالى :
"وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣﴾
قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٤﴾"
وقال تعالى :
"وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٧﴾
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿١٨﴾"
وقال تعالى :
"قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿٦٥﴾"
وقال تعالى :
"إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٩٥﴾
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٩٦﴾
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٩٧﴾
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴿٩٨﴾"
وقال تعالى :
"ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾"

والآيات الثلاث التي تضمنت الوصايا العشر ،
حيث ختمت الآية الأولى بقوله تعالى : "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"،
وختمت الآية الثانية بقوله تعالى : "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" ،
وختمت الآية الثالثة بقوله تعالى : "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" .
ولقد جاء التنويه بهذه الآيات وبيان فضلها وسمو منزلتها وعلو قدرها لما روى الحاكم وقال :
صحيح الإسناد عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله :
"أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى هَذِهِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ؟"
ثُمَّ تَلَا :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..."
"حَتَّى فَرَغَ مِنْ ثَلَاثِ الْآيَاتِ ، ثُمَّ قَالَ :
"وَمَنْ وَفَّى بِهِنَّ ، أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا أَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا كَانَتْ عُقُوبَتَهُ ، وَمَنْ أَخَّرَهُ إِلَى الْآخِرَةِ كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ أَخَذَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ"
تفسير ابن كثير
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال :
(لما أمر الله تعالى نبيه ۖ أن يعرض نفسه على قبائل العرب قال أبو بكر :
أَوَقَدْ بَلَغَكُمْ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ فَهَا هُوَ ذَا،
فقال مفروق : قَدْ بَلَغَنَا أَنّهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ فَإِلَى مَ تَدْعُو إلَيْهِ يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
أَدْعُو إلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنّي رَسُولُ اللّهِ وَإِلَى أَنْ تُؤْوُونِي ، وَتَنْصُرُونِي ،
فَإِنّ قُرَيْشًا قَدْ ظَاهَرَتْ عَلَى أَمْرِ اللّهِ وَكَذّبَتْ رَسُولَهُ وَاسْتَغْنَتْ بِالْبَاطِلِ عَنْ الْحَقّ وَاَللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ .
فقال مفروق : وَإِلَى مَ تَدْعُو أَيْضًا يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ...} الآية
الأنعام ﴿151﴾
فقال مفروق : وَإِلَى مَ تَدْعُو أَيْضًا يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
النحل ﴿٩٠﴾
فقال مفروق : دَعَوْت وَاَللّهِ يَا أَخَا قُرَيْشٍ إلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ وَاَللّهِ لَقَدْ أَفِكَ قَوْمٌ كَذّبُوك ، وَظَاهَرُوا عَلَيْك،
وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة ،
فقال : وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا ، وَصَاحِبُ دِينِنَا،
فقال هانئ : قَدْ سَمِعْت مَقَالَتَك يَا أَخَا قُرَيْشٍ ، وَإِنّي أَرَى أَنّ تَرْكَنَا دِينَنَا وَاتّبَاعَنَا إيّاكَ عَلَى دِينِك لِمَجْلِسِ جَلَسْته إلَيْنَا لَيْسَ لَهُ أَوّلٌ وَلَا آخِرُ زَلّةٌ فِي الرّأْيِ وَقِلّةُ نَظَرٍ فِي الْعَاقِبَةِ وَإِنّمَا تَكُونُ الزّلّةُ مَعَ الْعَجَلَةِ وَمِنْ وَرَائِنَا قَوْمٌ نَكْرَهُ أَنْ نَعْقِدَ عَلَيْهِمْ عَقْدًا ، وَلَكِنْ تَرْجِعُ وَنَرْجِعُ وَتَنْظُرُ وَنَنْظُرُ)
هذا جانب من فضائل هذه الآيات الثلاث، وذلك هو تأثيرها في النفوس ،

وهذه الآيات أيضاً تمثل نموذجاً فريداً في التربية الحكيمة ، التي يسعد به المجتمع ، ويحي في ظلها الأفراد في أمان واطمئنان ،
ومن يتأمل في هذه الآيات الكريمات ؛ يراها قد رسمت للإنسان علاقته بربه ، علاقة ينال بها السعادة في الدنيا والآخرة ،
ورسمت له علاقته بأسرته بحيث تقوم على المودة والرحمة ،
وسدت في وجهه أبواب الشر التي تؤدي إلى انتهاك حرمات الأنفس والأموال والأعراض ؛
لأن الإسلام يهدف إلى إيجاد جيل يدرك رسالته في هذه الحياة ، إدراكاً واعياً صحيحاً مستنيراً ،
ويؤدي هذه الرسالة بقوة وأمانة ،
يدرك أن لله تعالى عليه حقوقاً فيؤديها بإتقان وإخلاص ،
ويدرك أن لنفسه عليه حقوقاً فيتعهدها بالتهذيب والمحاسبة والتقويم ،
ويدرك أن لمجتمعه عليه حقوقاً ، فيؤدي هذه الحقوق عن رضا وطواعية واختيار ، بأمانة وكفاية ونشاط واستقامة ،
وبذلك تصل الأمم إلى ما تسعى إليه : من عزة ومنعة، ومن غنى وسعادة وأمن واطمئنان .
ومن مفاخر التربية في الإسلام، اتساع دائرتها ، وتنوع مجالاتها ، وسمو توجيهاتها ،
وشمولها لكل جانب من جوانب الحياة الإنسانية.
إنّها تتعهد الإنسان ، سواء كان ذكراً أم أنثى :
بالتقويم والتوجيه ، والتسديد والرعاية ، والترغيب والترهيب ،
منذ خروجه إلى الدنيا إلى أن ينتهي منها ، وتعمل على تسليحه بالفضائل ، وتنفيره من الرذائل .
فهذه الوصايا العشر ، التي يتصدرها أمر الله بالمنع من الشرك ، وتحريمه بصفته الذنب العظيم ، الذي لا يغفر :
﴿‏إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ ‏
‏النساء‏‏ : ﴿48‏﴾
وقوله تعالى :
"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"
لقمان ﴿١٣﴾
والشرك لا يصح معه عمل، ولا يستحق المشرك عن عمله الحسن الثواب ، قال تعالى :
"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"
الفرقان ﴿2٣﴾


الوصية الأولى :
تحريم الشرك :

وإذا جاءت الوصية الأولى بتحريم الشرك ؛ فهي ملزمة بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة ،
ويكون التوحيد شاملاً : لتوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، توحيداً خالصاً لا تشوبه شائبة .
ومن ينظر في هذه الآيات ؛ يجدها قوام هذا الدين كله ، وهي خلاصة الإسلام ، إنها قوام حياة الضمير بالتوحيد ، وقوام حياة الأسرة بأجيالها المتتابعة بالتكاتف والتآلف ،
وقوام حياة المجتمع بالتكافل والتراحم والتعفف والعفاف والطهارة ، فيما يجري فيه من معاملات ، وفيها قوام حياة الإنسانية ، وما يحيط الحقوق فيها من ضمانات مرتبطة بعهد الله ، كما أنها بدأت بتوحيد الله .
إن الأمور التي جمعتها هذه الآيات الثلاث لهي أمور هائلة ، تصدرتها قضية الدين الأساسية ، قضية العقيدة والتوحيد ،
وإفراد الله بالعبادة والاستسلام لله ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك قال تعالى:
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ" – لا ما تدعونه أنتم أنه حرمه بزعمكم –
لقد حرم عليكم ربكم الذي له حق الربوبية ، وهي القوامة والتربية والتوجيه والحاكمية ، فهذا حقه المطلق وموضع سلطانه .
فالباري جل وعلا قد حرم على الناس الشرك ، والقاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة ، وترجع إليها التكاليف والفرائض ،
هي الأصل الذي يتعين أن يستقر ويثبت قبل الدخول في الأوامر والنواهي ، وقبل تفصيل التكاليف والفرائض ،
فيتعين على الناس أن يعترفوا بالله رباً وإلهاً ، وحاكماً ومتصرفاً ، في كل أحوالهم :
يؤمنون بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد ۖ نبياً ورسولاً .
إنها دعوة لتنقية الضمير من شوائب الشرك ، وتنقية العقل من شوائب الخرافة ،
وتنقية المجتمع من عادات وتقاليد الجاهلية ، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
إن الشرك في كل صوره وأشكاله ، هو المحرم الأول ؛ لأنه يجر إلى كل محرم ،
وهو المنكر الأول الذي يتعين حشد كل الطاقات لإزالته ؛ حتى يعترف الناس أنه لا إله إلا الله ، ولا حاكم ولا مشرع إلا هو سبحانه وتعالى ،
وأن التوحيد على إطلاقه هو القاعدة الأولى ، التي لا يغني عنها شيء آخر من عبادة أو عمل .
الوصية الثانية :
"وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" :

هذا أمر صريح ظاهر في إلزام الأولاد ببر الوالدين ، وإكرامهما والإحسان إليهما إحساناً مطلقاً ، لا يشوبه قصور أو تقصير ، ولا يحوم حوله ضيق أو تضجر ، أو شعور بالتثاقل في أداء هذا الحق ،
ولاشك أن هذا من أسمى أنواع التربية ، ومما يدل على سمو حق الوالديْن ورفعة منزلتهما ؛ أن جعل الله سبحانه وتعالى الإحسان إليهما مقترناً بحقه في الطاعة والعبادة ،
وقد اقترن حق الوالديْن بحق الله في جملة من الآيات ، ففي سورة البقرة :
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"﴿٨٣﴾
وفي سورة النساء : "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"﴿٣٦﴾
وهنا في سورة الأنعام :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" ﴿١٥١﴾
وفي سورة الإسراء :
"وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾"
وفي سورة لقمان :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾"
ولهذه الآيات مغزاها ودلالتها على عظم حق الوالدين ، وكيف أنه بلغ من علو المنزلة أن جاء مقترناً بحق الله تبارك وتعالى ،
وهذا للإشعار بسمو منزلة الوالدين ورفعة قدرهما ، وللتنبيه إلى معنى واحد يجمع بين الوصيتين ، وهو أن المنعم يجب أن يشكر ،
فالله تعالى هو الخالق المنعم ؛ فيجب أن يشكر ، ويفرد بالعبادة والطاعة ،
والوالدان هما السبب المباشر لوجود الإنسان في هذه الحياة ؛ فيجب عليه أن يشكرهما ، وأن يحسن إليهما إحساناً لا يتقيد بما هو حق أو عدل ، بل يتجاوز ذلك ليكون تعاملاً كريماً ،
"وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"
لم يقل تعالى: (قولا حقا)، ولا (قولا عدلا)،
وإنما وصفه بالكريم ، والكرم فيض فوق الحق وفوق العدل .
ويلاحظ كذلك أن المأمور بالإحسان هم الأبناء ، بينما لانجد آية واحدة تأمر الآباء بالإحسان إلى أبنائهم ، ولعل السر في ذلك هو :
لفت الأنظار إلى أن إحسان الآباء إلى الأبناء أمر محقق ، وواقع منهم بمقتضى فِطْرَةٍ فطرهم الله عليها ،
وأن الشأن أنه لا يحتاج إلى حث على ذلك ، أو دعوة إليه ، وهذا أسمى وأعلى وأصدق ألوان التربية السليمة التي يؤيدها الواقع ،
وبهذا المنهج القويم والتربية الحكيمة تسعد المجتمعات ؛ لأنه متى استقامت العلاقات، وصلحت الأحوال ، وقويت الصلات بين الآباء والأولاد ؛
ظهر أثر ذلك في الأفراد والأمم ، وأصبح مجتمع الإسلام صورة مشرقة ، وقدوة للمجتمعات الأخرى.
الوصية الثالثة :
"وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"

والإملاق : شدة الفقر والفاقة ،
يقال : أملق الرجل إملاقاً ، إذا احتاج وافتقر ،
أي : ولا تقتلوا أولادكم الصغار من أجل الفقر ، فنحن قد تكفلنا برزقكم ورزقهم ،
ومن الجرم الواضح والظلم الفادح الاعتداء على حق هؤلاء الصغار في الحياة ، وقد ورد النهي عن قتل الأولاد هنا بقوله تعالى :
"وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ " ﴿١٥١﴾ الأنعام
وفي سورة الإسراء
"وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴿٣١﴾"
لأن الحديث هنا في سورة الأنعام عن فقر واقع فعلاً ، فكأنه سبحانه يقول لهم : لا تقتلوهم لفقر واقع فيكم أيها الآباء ، ولذا قال سبحانه: "نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ"
فجعل الرزق للآباء ابتداء ؛ لأن الفقر الذي يدفعهم لقتل أولادهم حاصل لهم فعلاً ،
أما في سورة الإسراء فالفقر ليس واقعاً ، وإنما هو أمر متوقع لذا قال : "خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ"،
أي : خوفاً من فقر متوقع وليس موجوداً فعلاً ، ولكنه متوهم لوجود الأولاد ،
ولهذا جاء التعبير الإلهي مطمئناً للآباء وأنه سبحانه قد تكفل برزق الأولاد ، كما تكفل برزق الآباء وبيده خزائن السماوات والأرض ، وقد تعهد برزق الجميع :
"وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٦﴾"
هود
وبمثل هذه التربية الحكيمة تغرس الثقة بالله تعالى ، وتنبت الفضائل في النفوس .
ولا ريب أن قتل الأولادد من أعظم الذنوب ، بل قد يأتي بعد الإشراك بالله .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ "قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟
قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "
قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ
قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ "
ثم تلا رسول الله ۖ:
"وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ "
الفر
قان





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imen95.forumalgerie.net
Admin
المديرة :ايمان



الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Images11
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5468
السٌّمعَة : 170
تاريخ التسجيل : 05/09/2011

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأربعاء 4 يناير 2012 - 10:15

الوصية السادسة :
"وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ"

تصدرت الآية الثانية والخمسين بعد المائة من السورة نفسها ، قال الله تعالى :
"وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ"
لقد شاء الله تبارك وتعالى واقتضت حكمته أن يأتي هذا الدين الخاتم على يد يتيم يكون هو النبي الخاتم ،
هذا اليتيم الكريم قد عهد الله إليه بأشرف مهمة في الوجود عندما شرفه بإبلاغ الرسالة إلى الناس كافة ،
وجعل من آداب هذا الدين الذي بعثه به رعاية اليتيم وكفالته على النحو الذي منه هذا التوجيه الوارد في الآية .
واليتيم ضعيف في الجماعة بفقده الوالد الحاني والمربي ، ومن ثم تقع مسؤولية حمايته وكفالته على المجتمع المسلم ، على أساس التكافل الاجتماعي الذي جعلته الشريعة قاعدة نظامه الاجتماعي .
ولقد كان اليتيم يعاني من الضياع والتشرد والاستغلال في المجتمع الجاهلي ، حتى جاء دين الإسلام فأنقذه من هذا الضياع ورتب له حقوقاً يتعين صيانتها ،
ومن حقوقه حفظ أمواله وتنميتها ، وعدم قربانها إلا بما يصلحها ،
فعلى من يتولى اليتيم ألا يقرب ماله إلا بالطريقة التي هي أحسن لليتيم ؛ حتى يسلمه له كاملاً نامياً ،
وقوله تعالى : "حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" ليس غاية للنهي ،
إذ ليس المعنى إذا بلغ اليتيم سن الرشد فاقربوا ماله ، إنما المعنى أنهاكم – أيها الأولياء والأوصياء – عن الاقتراب من مال اليتيم إلا بالطريقة التي هي أنفع له ،
وعليكم أن تستمروا على ذلك حتى يبلغ اليتيم رشده ، فإذ بلغ رشده فسلموا إليه ماله ليتصرف فيه التصرف السليم .
فالنهي في الآية ليس عن أكل مال اليتيم ، بل عن مجرد القرب منه ،
وفي ظل قاعدة التكافل الوارفة الظلال ، عني الإسلام باليتيم وأمواله ؛ فدعانا إلى حسن استثمار أموال اليتيم للإنفاق من عائدها عليه ، قال تعالى :
"وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا"
النساء ﴿٥﴾
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
"من ولي يتيماً له مال فليتجر فيه، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة"
رواه الدارقطني والبيهقي
ويتعين حسن تربية اليتيم وتعليمه وتدريبه على إدارة أمواله قبل دفعها إليه ، قال تعالى :
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا"
النساء ﴿٦﴾
فعلى الولي أن يسلم المال لليتيم نامياً كاملاً عند بلوغه أشده ، واكتمال قوته البدنية والعقلية ؛
ليكون قادراً على حفظ ماله ، ويحسن القيام عليه، وبذلك يكون اليتيم قد استوفى حقه ، وحصل على ماله كاملاً ،
مع ما تحقق له من الكسب والربح نتيجة حسن تصرف الولي وقيامه على المال بما يصلحه ،
وبهذا التصرف الحكيم ، لا يكون اليتيم هو من فقد أبويه أو أحدهما في المجتمع المسلم الرشيد ؛
لأن المجتمع الإيماني ، اليتيم فيه مكفول الحق ، فقد أباه فكان له من المؤمنين آباء ، وفقد أمه فكان له من المؤمنات أمهات .
إنما اليتيم من لم يحظ بكفالة أبيه ، وينعم برعايته ، ويستفيد من مصاحبته والحوار معه ، ولم ينعم بحنان أمه وشفقتها وعطفها :
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أباً مشغولا
أحمد شوقي
وقد أولت شريعة الإسلام عنايتها بالأيتام ، من تدبير شؤونهم ، ورعاية مصالحهم ،
وليس أدل على ذلك مما ذكره الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ، حيث تحدث عن اليتيم في ثلاثة وعشرين موضعاً في القرآن الكريم ،
كلها تدعوا إلى رعايتهم ، والحفاظ على أموالهم ، والسهر على مصالحهم ،
بل وتشدد النكير على من تسول له نفسه أن يعتدي على أموالهم ، أو يأكل شيئاً من حقوقهم ، قال تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"
النساء ﴿١٠﴾
الوصية السابعة :
"وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا"

وهذه المبادلات التجارية بين الناس ، في حدود الطاقة ، وحسن التصرف والإنصاف ، وسياق الوصايا في الآيات يربطها بالعقيدة ، والموصي والآمر هو الله جل وعلا ،
والمعنى : وأتموا الكيل إذا كلتم للناس أو اكتلتم عليهم لأنفسكم ، وأوفوا الميزان إذا وزنتم لأنفسكم فيما تبتاعون ، أو لغيركم فيما تبيعون ،
فهو أمر من الله تعالى لعباده بإقامة العدل حال التعامل :
"وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
الإسراء ﴿٣٥﴾
فيتعين أن يعطى صاحب الحق حقه من غير نقص ، ويأخذ صاحب الحق حقه من غير زيادة .
وهذه الوصية تمثل مبدأ العدل في التعامل، والتعادل بين صاحب الحق ومن له الحق ، وحال الناس لا تستقيم إلا بالتعامل وتبادل المنافع .
والكيل والوزن هما من أظهر الوسائل في ذلك ، فلابد أن يكونا منضبطين وقائمين على القسط والعدل ،
وقوله تعالى : "لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا"، جاءت عقب الأمر بايفاء الكيل والوزن بالعدل ،
ولكن بقدر الطاقة للدلالة على الترخيص فيما خرج عن الوسع والقدرة ؛ لبيان قاعدة من قواعد الإسلام الرافعة للحرج ؛
وذلك لأن التبادل التجاري لا يمكن أن يتحقق على وجه كامل من المساواة والتبادل ، بل الشأن فيه أن يقبل اليسير من الغبن في جانب البائع ، أو في جانب المشتري ،
وهذه الوصية تجمع في ثناياها بين الدقة والسماحة ، وبين الضبط ورفع الحرج .



الوصية الثامنة :
"وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"

هنا نجد الإسلام يرقى بالضمير البشري إلى درجة عالية ومنزلة رفيعة ؛
لأن ههنا مزلة من مزلات الضعف البشري ، الذي يجعل شعور الفرد بالقرابة هو شعور التناصر والتكامل والامتداد بما أنه ضعيف ناقص ،
ويجد في قوة القرابة سنداً لضعفه ، ومن ثم يجعله ذلك ضعيفاً تجاه قرابته حين يقف موقف الشهادة لهم أو عليهم ، أو القضاء بينهم وبين الناس ،
فعليه أن يحكم بالعدل ، فالعدل هو الأساس للحكم السليم .
والعدل مطلوب في القول من الشهادة ونحوها في كل الأحوال ، كما أن العدل مطلوب في الفعل وفي الحكم ،
وجاء التخصيص في الآية بالقول ؛ لأن أكثر ما يكون فيه العدل أقوال ، كالشهادة والحكم .
وقوله تعالى : "وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"،
فهو أخذ بالإنسان عما جرت به عادته ، من التأثر لغيرهم ؛
ولهذا تعين على المسلم أن ينطق بالحق ، ويقول الصدق ، دون أن يميل للقرابة ، أو تحمله العداوة على الظلم والإجحاف للآخرين ، قال تعالى :
"وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"
المائدة ﴿٨﴾
الوصية التاسعة :
"وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا"

الوفاء بالعهد أصل من أصول الشريعة التي يتحقق من خلالها الخير والعدل والصلاح ، واستقامة أحوال المجتمع ،
فعلى المسلم أن يكون وفياً مع الله ، فيما عاهد عليه الله من الاستقامة على العقيدة ، والبعد عن قتل الولد أو إهماله ، وعدم ممارسة الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، وصيانة النفوس ، والمحافظة على مال اليتيم ، وحسن التعامل في الكيل والوزن ، وكل المبادلات التجارية ، وتطبيق العدل على كل الناس .
وبالجملة فيتعين على كل مسلم الوفاء بما عاهد عليه الله :
"وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً " الإسراء ﴿٣٤﴾
وقول الله تعالى : "وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا"
الفتح ﴿١٠﴾
وقوله تعالى : "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾
لِّيَجْزِيَ اللَّـهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٤﴾"
الأحزاب
وقال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" المائدة ﴿١﴾
فالمسلم عليه الوفاء بكل التزام من عقد أو عهد ؛ لأن تنفيذ العهد دليل بر ووفاء ،
والإخلال به من مظاهر الكفر والنفاق ، قال عليه الصلاة والسلام ، فيما يرويه عن ربه عز وجل :
"ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ :
رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى عَمَلَهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ"،
البخاري في صحيحه
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال :
"يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانٍ"
الْبُخَارِيُّ
الوصية العاشرة :
"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"

وهذه الوصية تمثل خلاصة الدين كله ؛ لأن من التزم بصراط الله فقد اهتدى إلى سواء السبيل ، وسلك طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين .
والالتزام بسبيل الله يعصم من الزلل ، ويحمي من السوء ، ولأن الصراط هو دين الله وطريقه الذي لا عوج فيه ولا أمتا .
فمن الواجب على كل مسلم أن يسلك هذا السبيل ، ويهتدي بهذا الصراط ، ويترك السبل الباطلة ، والطرق المعوجة ، والمبادئ الفاسدة ، والأديان المنسوخة .
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
{خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا فَقَالَ : " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ" .
ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا يَمِينًا وَشِمَالا ، ثُمَّ قَالَ :
"هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ،
ثُمَّ قَرَأَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)
سورة الأنعام آية 153 "}
وبعد : فهذه هي الوصايا العشر التي اشتملت على أسمى وأصدق وأفضل ألوان التربية للأفراد والجماعات ،
إذ المتأمل فيها يراها قد وضعت أساس العقيدة السليمة ، القائمة على إخلاص العبادة لله الواحد القهار ،
كما يجدها قد أقامت الأسرة الفاضلة على أساس الإحسان بالوالدين ، والرحمة بالأولاد ،
كما أنها قد حفظت المجتمع من التصدع والاضطراب عن طريق تحريمها لانتهاك الأنفس والأموال والأعراض ،
ثم ربطت كل ذلك بتقوى الله تعالى التي هي منبع كل خير وسبيل كل فلاح ، وهي جماع الأمر كله وهي الغاية التي يتحقق معها الفوز والظفر بالمطلوب .
فالتقوى كما فسرها العلماء هي :
ألا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك ، وبها صلاح الأمر كله.
فالتقوى في القلب هي التي تؤهل الإنسان للانتفاع بهذا الكتاب ،
هي التي تفتح مغاليق القلب له ، فيدخل ويؤدي دوره ،
هي التي تهيء لهذا القلب أن يلتقط ، وأن يتلقى وأن يستجيب ....
ورد أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن التقوى ، فقال له :
(أما سلكت طريقاً ذا شوك ؟ قال: بلى !
قال: فما عملت ؟ قال : شمرت واجتهدت .
قال: فذلك التقوى).
فتلك التقوى حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة ، وحذر دائم ، وخوف لأشواك الطريق ..
طريق الحياة الذي تتجاذبه الرغائب والشهوات ، وأشواك المطامع والمطامح ، وأشواك المخاوف والهواجس ، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء ، والخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا ..
وإذاً فالتقوى جماع الخير كله ، وبها صلاح الأمر كله ،
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿٥٤﴾ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴿٥٥﴾"
القمر
نسأل الله تعالى أن يسلك بنا طريق المتقين ، وأن يجعلنا من الفائزين ،
وأن يهدينا صراطه المستقيم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العال
مين.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imen95.forumalgerie.net
ميار
عضو ماسي
ميار


الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 310445319


الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 1210

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 3_01363717900

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 827525528
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 3228
السٌّمعَة : 105
تاريخ التسجيل : 17/08/2012
المدينة المدينة : قلب الماما
العمل/الترفيه : طالبة

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالجمعة 21 سبتمبر 2012 - 9:58

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امينة
عضو ماسي
امينة


الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 310445319



الوصايا العشر في سورة الأنعام !! >
q=tbn:ANd9GcRyq21PTi5xA93lIvS-yxIr21vNPRR2Nc7ulBi_Mye8Vm8FTMfG

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 1210

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Images10


الوصايا العشر في سورة الأنعام !! 3_01363717900
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5858
السٌّمعَة : 89
تاريخ التسجيل : 04/03/2012
المدينة المدينة : سعيدة
العمل/الترفيه : كل ماهو مسلي ومفيد

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالإثنين 17 ديسمبر 2012 - 23:27

بارك الله فييييك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسرين
عضو برونزي
نسرين


الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Images10
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 612
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 19/07/2012
العمر : 39
المدينة المدينة : الجزائر
العمل/الترفيه : الخياطة

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأربعاء 1 مايو 2013 - 20:11

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام علي
عضو ماسي



الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 4514
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/12/2013
العمر : 42
المدينة المدينة : الجزائر
العمل/الترفيه : ربة بيت

الوصايا العشر في سورة الأنعام !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوصايا العشر في سورة الأنعام !!   الوصايا العشر في سورة الأنعام !! I_icon_minitimeالأربعاء 1 يناير 2014 - 11:25

بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوصايا العشر في سورة الأنعام !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ايمان للنساء  :: الدين والمجتمع :: القسم الاسلامي :: علوم القرآن-
انتقل الى: