قالت الفتاة لأبيها " ماذا تقول في فلان ؟".
قال الأب " شاب ممتاز . لماذا ؟ " .
قالت " لأنه سيأتي لخطبتي , ولكنني أريدك أن ترفض" .
قال الأب " ولماذا , ما دمتما متفقين ؟!".
قالت" لأن أمي عندما تراك ترفض, ستعارض قرارك, وبالتالي سأتزوج منه في النهاية "!.
تعليق
1- ولي المرأة شرط من شروط صحة الزواج وركن من أركان العقد الشرعي للنكاح , وهو ضمانة من الضمانات الأساسية حتى لا يعبث الرجال بشرف المرأة وبحقوقها المادية والمعنوية . المرأة لا يجوز لها أن تزوج نفسها بنفسها حتى وإن جاز للرجل ذلك .
2- كل رجل له ولو ذرة واحدة من شرف لا يحب لابنته أبدا أن تتزوج بدون إذنه وعلمه وموافقته .
3- الوالدان يحبان غالبا لابنتهما صاحب الدين والأدب والأخلاق والأمانة ... ولا يطلب الوالدان لابنتهما صاحب المال والقوة والسلطان والجاه و... إلا إذا غلب عليهما أو على أحدهما الجهل بالإسلام وضعف الإيمان والتعلق الزائد بالدنيا .
4- مهم جدا أن لا تتزوج الفتاة إلا برضا والديها . ومهم جدا كذلك أن لا يتزوج الشاب إلا برضا والديه وموافقتهما حتى وإن جاز للرجل شرعا أن يزوج نفسه بنفسه .
5- قيل " المرأة مهما مُنحت من حق في اختيار من يكون شريكا لها في الحياة , وخُوِّلت منحرية , هي سريعة الاغترار , سيئة الاختيار , لأنها تحكِّم عاطفتها قبل أن تحكِّم عقلها , والعقل يحكمُ الاختيارَ في الزواجِ بشكل أحسن من العاطفة . ومنه فإن المرأةَ بقدرما تحترمُ رأيَ والديها وأهلِـها في زواجها ( حتى وإن بقيت الكلمةُ الأخيرةُ لها هيبإذن الله ) , بقدرِ ما تكونُ محبوبة عند أهلِها وعند أغلبِ الناسِ , وبقدر ما تكون موفقة في زواجها وسعيدة به " .
6- من سيئات الزواج في زماننا هذا البعيد عن الدين أن الفتاة قد تصاحب وتصادق الشاب لمدة طويلة ( 6 أشهر أو عام أو عامان أو ... ) ثم إذا اتفقا على الزواج تقدم الشاب للأهل يطلب الفتاة ...
ا- أحيانا توافق الفتاة على اعتبار أنها تعرفه وأنها متفقة معه .
ب- وأحيانا أخرى تُـظهر الفتاة لأهلها أنها لا تعرف الشاب وأنها توكل أمر الموافقة أو الرفض لأهلها ... وتدعي الحياء وتزعم الأدب وهي أبعد ما تكون عن الحياء والأدب .
7-ما أسوأ الدار التي تنقلب فيها الموازين والمقاييس , وتصبح فيها المرأة هي الحاكم الأول والآمر الناهي , ويصبح فيها الرجل " خضرة فوق عشاء " كما يقول الجزائريون . هذه الدار ليست دارا , وهذه المرأة ليست امرأة , وهذا الرجل ليس برجل ... والأسرة في هذه الحالة أسرة شكلية لا ترضي الله ولا أحدا من عقال البشر .
8-موافقة المرأة للزوج في كل شيء أمر مرفوض عند أغلبية الرجال , حتى أننا نسمع بين الحين والآخر عن رجل طلق زوجته لا لشيء إلا لأنها توافقه في كل شيء وتطيعه الطاعة العمياء والمطلقة وكأنها تعيش عبدا ذليلا مع سيد . ولكن في المقابل : تمرد المرأة على الزوج في كل شيء بحيث تصبح تخالفه في كل شيء وتعاكسه في كل أمر , هو سلوك مرفوض شرعا وعقلا وعرفا .
نسأل الله الهداية والرشاد لكل أسرة مسلمة مؤمنة , آمين