سأل الطفلُ أباه " كيف تبدأ الحربُ ؟!".
أجاب الأبُ " لنفرض أن إسبانيا اقتحمت السفارة الفرنسية وأنزلت العَلَم الفرنسي من فوقها , ربما هذا سيحدث أزمة بين البلدين . هذا مثال ".
قالت الأم " لا أظن أن إسبانيا تفكر في يوم من الأيام في أمر مثل هذا ".
قال الأب " وكيف عرفتِ ؟!".
قالت الأم " إنها فكرة سخيفة !" .
سأل الأبُ متعجبا " فكرة من السخيفة ؟".
قالت " فكرتُـك أنتَ طبعا "!.
فقال الأب " والله إذن لأقيمن الدنيا وأقعدها "!.
فتدخل الولد عندئذ في الحين وبسرعة قائلا " كفى يا أبي , الآن فهمتُ الجوابَ عن سؤالي وعلمتُ كيف تبدأ الحربُ عادة " !.
تعليق :
1-الحوار بين الأولاد والوالدين مهم جدا من أجل سلامة التربية واستقامتها وكذا من أجل تقوية الصلة بين الأولاد والوالدين .
2- الحوار بين الأولاد والأم متوفر غالبا مع ما فيه من السيئات بسبب تغليب الأم لعاطفتها ومبالغتها في ذلك . ومع ذلك فالحق يقال : الحوار بين الأولاد والأم متوفر عادة وفي أغلب الأحيان , وهذا أمر جميل وطيب , وفيه ما فيه من الخير . ولكن هذا الخير سيكون بإذن الله أكبر إذا توفر في المقابل حوار آخر ولو بشكل مغاير بين الأولاد والأب .
3- يجب أن تحكم علاقةَ الزوجة بزوجها وكذا علاقةَ الأولاد بالوالدين حبٌّ ومهابةٌ في نفس الوقت . بمعاملة الزوج الطيبة لزوجته تحبُّ المرأةُ زوجَـها , وبحزمه وجده معها ستحترمه وتقدره وتهابه .
وبمعاملة الوالدين الطيبة للأولاد يكسبون حبَّ الأولاد لهم , وبحزم الوالدين وجدهم مع الأولاد سيكسبون احترم الأولاد لهم وتقديرهم لهم ومهابتهم منهم .
4- عاطفة الأم وعقل الأب , وكذا تساهل الأم وتشدد الأب , و... يجب أن يكونا مكملين لبعضهما البعض , لا متناقضين ومتنافرين ومتعاكسين .
5- إذا اختلف الوالدان في توجيه الأولاد هناك احتمالان :
ا- إذا كان التوجيهان متعاكسين تماما , يجب عندئذ أن لا يظهر الاختلافُ أمام الأولاد حتى لا يُـحدثَ آثارا سيئة مع الوقت في نفسية الأولاد وعلى مستوى تربيتهم وأدبهم وأخلاقهم وسلوكهم و ... ومثال ذلك : أحد الوالدين يطلبُ من الابن تجنب كل صداقة مع أية بنت أجنبية عنه , وأما الآخر فيقول له " لا بأس من ذلك ما دامت نيتك حسنة وطيبة "!. هذا خلافٌ يجب أن ينتهي فيما بين الأبوين, ولا يجوز أبدا أن يظهر أمام الأولاد.
ب- إذا كان التوجيهان متكاملين لا متعاكسين , فلا بأس عندئذ من إظهارهما أمام الولد أو البنت .
ومثال ذلك : أن يريد الأبُ ضربَ ابنه بسبب غشه في الامتحان أو بسبب تزويره لكشف نقاطه أو بسبب سرقته أو ... ولكن الأمَّ تتدخل لتقولَ للأب أمام الولد " رجاء يا عزيزي لا تضربه اليوم , ولكن اعطه إنذارا أخيرا , فإذا كرر خطيئته مرة أخرى فاضربه كما تشاء ".
6- ضربُ الوالدين للأولاد وسيلةٌ تربوية لا بد منها , ولكن كآخرِ خطوة ومن باب " آخر الدواء الكي" , ولا يلجأ إليها الأبوان إلا عند الضرورة .
7- الزوجة مطلوبٌ منها أن تحسنَ إلى زوجها في القول والعمل ما استطاعت , ويجب أن تعلم أنها – عموما ومع أغلبية الرجال لا كلهم – كلما أحسنت إلى زوجها كلما رجع خيرُ ذلك بإحسانه هو إليها , وصدقتْ من نصحت ابنتها في يوم ما " كوني له أمة يكن لك عبدا " .
8- يجب أن يتعود الزوجان على القول الحسن أو الأحسن فيما بينهما , وعليهما أن يتجنبا أي قول سيء فيما بينهما مهما كانت الأسباب .
9- " إذا عز أخوك فهن " , ومنه فإذا غضبت زوجتي , علي أنا أن أوسع صدري معها ما استطعتُ لأمتص غضبها , وإذا غضبتُ أنا , على زوجتي أن تطول بالها ما استطاعت لتمتص غضبي , وهكذا ...
10- إذا اختلف الزوجان وتهاجرا يجب أن يعملا على الرجوع إلى بعضهما البعض قبل النوم من نفس اليوم , لأن كل واحد منهما لا يدري أيبقى حيا إلى الغد أم لا ؟. ولا ننسى أن حق الزوجعموما أعظم من حق الزوجة , وأن الهجرة بين أي مسلمين من أجل دنيا هي حرام لأكثر من 3 أيام , وأن الذي يبدأ الآخر بالسلام هو خير عند الله وأفضل وأعظم أجرا .
11- للأسف أغلبية الخلافات والخصومات بين الزوجين هي من أجل أشياء تافهة , خاصة خلافات السنوات الأولى من الزواج , حيث ما زال الزوجان غير ناضجين , وما زال كل واحد منهما لا يعرف الآخر جيدا .أسباب أغلب الخلافات بسيطةوتافهة , وهي من نوع ما ورد في هذه النكتة :
[ قالت الأم " لا أظن أن إسبانيا تفكر في يوم من الأيام في أمر مثل هذا ". قال الأب " وكيف عرفتِ ؟!". قالت الأم " إنها فكرة سخيفة !" . سأل الأبُ متعجبا " فكرة من السخيفة ؟". قالت " فكرتُـك أنتَ طبعا "!. فقال الأب " والله إذن لأقيمن الدنيا وأقعدها "!].
والله وحده أعلم بالصواب .