قال القاضي لصاحبة الشكوى " أين العصا التي هددك بها زوجك لنراها ؟".
قالت الزوجة " لا يمكنك سيدي رؤيتها لأنني كسرتها على رأسه قبل أن أجيء عندكم "!!!.
تعليق :
1-يا ليت كل زوجين يحرصان على أن يحلا مشاكلهما باستمرار فيما بينهما بدون تحكيم أي طرف بينهما وبدون الوصول إلى القضاة والمحاكم .
2- سمعتُ من أحد الرجال منذ حوالي عام قبل اليوم ( جاءني بزوجته التي كانت منذ سنوات تلميذة عندي بالثانوية , جاءني بها لأرقيها ) ما أعجبني وأفرحني وسرني وتمنيتُ أن أعمل به وأن يعمل به كل زوجين اليوم وغدا وإلى يوم القيامة . قال لي هذا الأخ الفاضل وهو يتحدث عن علاقته بزوجته " أنا يا أستاذ اتفقتُ مع زوجتي – التي تزوجتُ بها منذ سنوات - منذ ليلة الدخول على شيئ ما زلنا أنا وإياها ملتزمين به حرفيا وحتى اليوم " , قلتُ " وما هو يرحمك الله ؟! " , قال " اتفقنا على أن ننهي أي خلاف يمكن أن يكون بيننا في النهار , أن ننهيه قبل النوم من كل ليلة : إما أن ترجع هي إلي أو أرجع أنا إليها , سواء كان رجوع الواحد منا للآخر باعتذار صريح ومباشر أو باعتذار غير مباشر ". قلتُ له " وأنتما ملتزمان بهذا إلى اليوم ؟! " , قال " نعم وحرفيا ومنذ دخولي على زوجتي وإلى اليوم . لم يحدث أبدا – ولو في ليلة واحدة - أن نمنا أنا وإياها ونحن مختلفان أو متهاجران " .
قلتُ له ولنفسي في نفس الوقت " هذا أمر رائع جدا , كم أتمنى أن يلتزم به كل زوجين مسلمين " .
3- لا يجوز أبدا ومهما ساءت الأحوال بين الرجل وزوجته أن يقول أحدهما لآخر مثل " يا كلب يا رخيص يا تافه يا حقير يا حمار يا خبيث يا مدلس يا كذاب يا ساقط يا فاجر يا ضال يا منحرف يا مائع يا مبتدع يا كافر يا منافق لعنة الله عليكَ ..." أو " يا كلبة يا رخيصة يا تافهة يا حقيرة يا حمارة يا خبيثة يا مدلسة يا كذابة يا ساقطة يا فاجرة يا بغي يا عاهرة يا زانية يا ضالة يا منحرفة يا مائعة يا مبتدعة يا كافرة يا منافقة لعنة الله عليكِ ..." أو ما شابه ذلك من الكلمات . إذا وصل الخلاف بين الزوجين إلى هذا الحد ووصل الحوار بينهما إلى هذا المستوى الهابط جدا , يكون عندئذ من الصعب جدا الترقيع أو الإصلاح بينهما . إذا وصل الحال بينهما إلى هذا المستوى المنحط جدا , فكبر على المودة والرحمة بينهما أربع تكبيرات .
4- الرجل يستحسن له أن لا يضرب زوجته , وإن جاز له أن يضربها عند الضرورة ومن باب آخر الدواء الكي . ولكن لا يجوز للمرأة أبدا وأبدا وأبدا , ومهما كان , وفي كل الأحوال , أن تضرب زوجها سواء بيدها أو بعصا أو بسكين أو ... وما قيل عن جواز هذا الضرب قول شاذ لا يعتد به لأنه مخالف لما يكاد يكون إجماعا بين العلماء , وهو مخالف كذلك لعرف سائد فيما بين الرجل والمرأة في كل مكان وزمان , عند المسلمين والكفار , منذ أن خلق الله الإنسان وأنزله على هذه الأرض .
5- الرجل – فطرة - لا يقبل أبدا أن تضربه زوجته . يمكن أن ترفع أمرها إلى القاضي إن ظُـلمت من طرف زوجها والقاضي يأخذ لها حقها من زوجها . ولكن لا يجوز أبدا أن ترفع يدها في وجه زوجها . والرجل الذي يسمح ويقبل ويستسيغ من زوجته أن تضربه هو ذكر ولكن ليس فيه أية رائحة للرجولة .
6- والمرأة التي تضرب زوجها وترى أن ذلك حسنة من حسناتها وتعتز بذلك وتفرح به , هي امرأة شاذة بكل المقاييس والموازين , ولا خير فيها ولا نفع منها ولا بركة ترتجى من العيش معها .
7- الرجل عندما يضربُ زوجتَـه – عند الضرورة ولأسباب موضوعية وشرعية – لا يجوز أن يكون ضربُه لها مبـرِّحا , أي لا يجوز أن يتركَ هذا الضربُ أثرا على جسد المرأة أو يكسر لها عظما أو يتلف لها عضوا ... ومن أجل ذلك لا يجوز أن يكون الضرب على الوجه أو الرأس .
بارك الله لكل زوج في زوجته وجمع بينهما في خير وأصلح الله بين كل متخاصمين , آمين .