من المعروف في ديننا أن النساء ناقصات عقل ودين , وأنا هنا لست بصدد شرح أو تفسير معنى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الوارد في ذلك , ولكنني هنا بصدد الحديث عن نقصان عقول بعض الرجال( لا النساء ) .
كنت قبل أسبوعين أو ثلاثة في مسقط رأسي ( ولاية سكيكدة ) أقضي عطلة الصيف وشهر رمضان
( أنا وزوجتي وأولادي ) , نقضي العطلة ورمضان مع الأهل والأقارب و...
ومما لاحظته خلال فصل الصيف ( الذي هو موسم الأعراس والأفراح ) انتشار جملة من السيئات بعضها عند الرجال والبعض الآخر عند النساء , بعضها منتشر أكثر في المدينة والبعض الآخر منتشر أكثر في الريف والقسم الآخر منتشر في كل مكان .
سمعتُ من بعض الرجال المتزوجين وكذا من بعض النساء المتزوجات اللواتي تشتكين من سوء معاملة أزواجهن لهن ... قلتُ : سمعتُ أن هناك رجالا يقول الواحد منهم لزوجته " إذا لم تحضري أعراس أقاربي فإنني لن أسمح لكِ أن تحضري أي عرس لأهلك أو أقاربك "!!!.
وأنا عندما أسمع كلمة مثل هذه يقولها رجل ( لزوجته ) طويل وعريض ومتزوج وله أولاد
( وربما كان له أحفاد ) وربما كان مثقفا وله شهادات عليا , عندما أسمع كلاما مثل هذا وأقف أمام موقف كهذا أجد نفسي في البداية عاجزا عن أي تعليق لأن الموقفَ جاهلٌ جدا وسيء جدا وظالم جدا وغريب جدا ويدل على نقصان عقل كبير عند هذه النوعية من الرجال.
1-لو أن الرجل قال لزوجته " إذا لم تحضري أعراس أهلي فلن أحضر أنا أعراس أهلك " لكان الكلام معقولا إلى حد ما حتى ولو كان خلاف الأولى من الناحية الشرعية .
هو معقول إلى حد ما لأنه مقابلة للسيئة بمثلها , وهو أمر جائز ومباح شرعا حتى ولو كان خلاف الأولى , لأن الأولى أن أقابل سيئة زوجتي بحسنة , ومنه فحتى ولو لم تزر هي أهلي وأقاربي في أفراحهم فإنني سأزورهم أنا وسأفرح معهم ... لوجه الله أولا وأخيرا .
2- الرجل لن يقول لزوجته " إذا لم تحضري أعراس أهلي فلن أحضر أنا أعراس أهلك " , لأنه لو قال لها ذلك فيمكن جدا أن تقول له ( ولها الحق في ذلك ) " أنا لا أجبرك على أن تحضر أعراس أهلي , ولكنني فقط أطلب منك أن تسمح لي بالذهاب عند أهلي أنا والفرح معهم في أعراسهم وأفراحهم ... هذا فقط ما أطلبه منك يا زوجي العزيز , وأما أن تحضر أنت في أفراح أهلي أو لا تحضر فهذا شأنك وأنا لا يهمني هذا كثيرا " .
3- ثم إن المطلوب من الرجل أن يؤكد عليه لزوجته دوما وباستمرار هو " يا زوجتي أنا لا أفرض عليك أن تحضري أفراح أهلي , ولكنني في المقابل لا أسمح لك أبدا أن تقفي في الطريق بيني وبين أهلي ... أنا لا أسمح لك أبدا أن تمنعيني تلميحا أو تصريحا من أن أصل رحمي وأزور أقاربي في أفراحهم أو أتراحهم ". هذا من حق الزوج ومن الواجب شرعا على المرأة أن تسمع هذا وتطيع وتلتزم , وذلك لأن المرأة التي تحول بين زوجها وزيارة أهله وصلة رحمه هي امرأة آثمة وظالمة ومعتدية ومجرمة وساقطة بكل المقاييس , والرجل الذي يسمع لزوجته في أمر كهذا هو ليس رجلا وإنما هو نصف رجل أو شبه رجل .
4- ثم إنني أؤكد من جهة أخرى على أن المرأة إذا تكرمت وحضرت أفراح أهل زوجها فذلك طيب وحسن , ولكنه ليس واجبا شرعيا عليها ... إذا حضرت وفرحت فهي مأجورة وهي تدعو زوجها لأن يحبها أكثر وأكثر , ولكنها إذا لم تفعل لا تعتبر آثمة شرعا , ولا يجوز لزوجها أن يجبرها على ذلك كما لا يجوز له أن ينتقم منها بعد ذلك بطريقة أو أخرى .
5- لكن الغريب جدا والعجيب جدا والذي لا أفهمه ولا أقبله ولا أستسيغه ولا أستطيع بلعه ( كما يقول الجزائريون ) هو أن يقول الرجل لزوجته " إما أن تحضري أفراح أهلي وأقاربي , وإلا أمنعك أنت من زيارة أهلك وصلة رحمك والفرح مع أهلك وأقاربك "!!!!!!!. ما دخل هذا الأمر بذاك بالله عليك أيها الرجل ؟!. إذا لم تحضر زوجتك أفراح أهلك فيمكنك أنت أن لا تحضر أفراح أهلها , ولكن بأي حق أنت تمنعها من زيارة أهلها وصلة رحمها ؟!. بأي حق قل لي بالله عليك ؟!!!. هل تقبل أنت مثلا أن تقول لك زوجتك " إذا لم تحضر أفراح أهلي فلا تحضر في أفراح أهلك أنت " , لو قالت لك زوجتك ذلك فلن تقبل أبدا كلامها , ويمكن أن تعتبره ( ربما ) كلام مجنونة أو نصف مجنونة لأنه كلام سخيف , وهو والمنطق خطان متوازيان لا يلتقيان . المرأة من حقها شرعا على زوجها أن يسمح لها بزيارة أهلها وصلة رحمها خاصة خلال أفراحهم وأحزانهم , سواء زارت هي أهله أم لم تزرهم .
أنا حاولتُ في أكثر من مرة أن أضع نفسي في مكان هذا الرجل لأعرف كيف يفكر وبأي عقل يزن الأمور ويقيس الأشياء ويسير في الحياة ... حاولتُ ثم حاولت ثم حاولت فلم أستطع . إن أقل ما يقال عن هذا الرجل أنه ناقص عقـل , وكذلك أقل ما يقال عن هذه النوعية من الرجال أنهم رجال ناقصو عقل . هم رجال الواحد منهم له نصف عقل أو 75 % من العقل ولكنه وبكل تأكيد لا يملك عقلا كاملا ... وربما له عقل كامل في سائر الأحوال ولكنه في تعامله مع زوجته المذكور أعلاه هو يفقد جزء لا بأس به من عقله ثم يسترجعه بطريقة أو بأخرى في وقت لاحق .
والله أعلى وأعلم بالصواب .
اللهم اهدنا جميعا وأصلح أمورنا جميعا , رجالا ونساء , آمين .