ملوكة عضو مخلص
الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 214 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 27/11/2013 العمر : 41 المدينة : الجزائر العمل/الترفيه : ربة بيت
| موضوع: منطق "السرقة الحلال" و"الكذبة البيضاء" ينتشر بين الجزائريين السبت 7 ديسمبر 2013 - 10:40 | |
|
"الكذبة البيضاء" التي يريد الكل تسميتها من منطلق إنها أقوال تافهة صادرة عن نكت أو غير صحيحة لتمتد مثل هذه التصرفات المنبوذة إلى "السرقة الحلال" التي أصبحت متداولة هي الأخرى خاصة في المؤسسات العمومية بين العمال بحجة أن الأمر يتعلق بالمال العام ولأنه لم يتمكن من نيل ريع البترول بصفة مباشرة، كما يتحجج البعض، فهو ينهب من مقر عمله أوراقا، وأجهزة مختلفة وأقلاما أو حتى مواد التنظيف مثلما يحدث في بعض الشركات والمؤسسات الوطنية والسبب "مال البايلك". وبما أن الظاهرة سكت عنها دون أن تلقى الردع وتجد من يقف لها بالمرصاد، تغلغلت بصفة مخيفة تحولت بمرور الوقت إلى اختلاس الأموال وبروز الرشوة وبالتالي ظهور الفساد بمختلف أوجهه بشكل فظيع في المجتمع الجزائري. وتظهر جلسات المحاكم في هذا الصدد العديد من المواقف التي تظهر لامبالاة بعض العمال الذين يخططون للاختلاس قبل خروجهم من مقر عملهم حيث تشير إحدى الجلسات بمحكمة حسين داي إلى تورط 11 موظفا من أعمار مختلفة في سرقة عتاد متمثل في براغي ومفكات وأنابيب من إحدى الشركات الأجنبية واعترفوا أثناء المحاكمة بارتكابهم للأفعال المنسوبة إليهم مؤكدين إقدامهم على الفعل بالنية الحسنة لأن الشركة لم تعد بحاجة إلى هذا العتاد الذي هو إضافي فقط. إلى ذلك، تقول سامية والي، أخصائية نفسانية، أن السلوكات السلبية تلك، أضفت على العلاقات الاجتماعية نوعا من الشك والغموض والتذبذب وذلك لحالة الاستنفار السلوكي وحتى الانفعال الذي يكون فيه الطرفان فكل شخص أصبح يخاف الآخر، فلا أحد يثق في الآخر بعدما تحول الكذب إلى سمة العصر وتضيف إن هذا السلوك اجتماعي مكتسب لكنه غير سوي، يتحول في بعض الأحيان إلى إصلاحي مبرر للكذب، فيمر الكذب حسب علم النفس بمراحل عمرية انطلاقا من الكذب الخيالي الذي يعكس سعة الخيال عند الطفل ثم الكذب الالتباسي وهو نوع آخر من هذا السلوك يلاحظ عندما يختلط الأمر عند الطفل وقد يزول مع القدرة التفكيرية الإدراكية للطفل، وتقول إنه يستمر السلوك ويصل إلى عادي داخل المجتمع، فهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر، وتساءلت عن أسباب الكذب لدى الجزائريين بمختلف فئاتهم وأعمارهم، لتجيب أنه نستطيع أن نبرِّر الكذب على أنواعه لكن أن تصبح ظاهرة اجتماعية فهنا لا بد التوقف عند أنواعه الثلاثة، أوَّله كذب التعويض بمعنى نقص الثقة بالنفس وعدم تقبل الواقع يدفع بالكثير إلى الكذب لإثبات المكانة الاجتماعية على سبيل المثال، أما النوع الثاني فهو كذب الغرض والذي له غرض فائدة وهو تحقيق غرض أو مكسب على حساب الآخرين بطرق ملتوية، لتتحدث والي عن الكذب الدفاعي الذي يلجأ إليه الشخص لتجنب عقاب مادي أو معنوي كالادعاء مثلا بأن أحد الأقارب توفي من أجل تبرير الغياب أو التأخر عن العمل وهو الكذب الذي هز _حسبها نفسية كثير من الجزائريين وافقدهم الثقة بالنفس- وتقول إن الأنواع المذكورة سالفا تعكس كلها ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة وكبت نفسي هز كثير من عقليات الجزائريين دون ذكر عواقب العشرية السوداء التي مرت بها البلاد، واتهمت المتحدثة كل من الأسرة وغيابها في التوجيه وإبراز هذا السلوك السلبي. أما الكذبة البيضاء فتقول إنها من الكذبات التي تعود عليها الكثير نتيجة التفاخر والتباهي بسبب تحول المجتمع إلى مادي وأصبحت المظاهر معيار القبول الاجتماعي. الأسباب نفسها يتخذها البعض في سلوك السرقة -تضيف المتحدثة فقد يؤدي الفقر وصعوبة الظروف الاجتماعية إلى هذا الفعل الذي يعبر عن غريزة حب التملك وأخذ مال الغير مع غياب روح المسؤولية، وقالت إن المسؤولية في هذا يتحملها الجميع بحكم السياسات السابقة التي عرضت مجانية الخدمات وساهمت في نشر روح الاتكال، غياب الأسرة دور كبير في نشر تلك التصرفات، كما أن لانتشار الفساد وعدم عقاب المتورطين ضاعف من هذه الظواهر بحجة أن الكل ينتظر أن يأخذ حقه من هذا البلد. | |
|
فهيمة عضو فضي
الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 1321 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 20/09/2012 العمر : 37 المدينة : الجزائر العمل/الترفيه : صنع الحلويات
| موضوع: رد: منطق "السرقة الحلال" و"الكذبة البيضاء" ينتشر بين الجزائريين السبت 7 ديسمبر 2013 - 14:45 | |
| | |
|