انتفض أمس مئات المواطنين من سكان حي الكم بمنطقة فران بورڤلة في أجواء مشحونة، حاملين جثة الصبي "سويسي محمد الصافي"، البالغ من العمر 10 سنوات من مستشفى محمد بوضياف وسط المدينة نحو مبنى الولاية. وطافوا بها المكان، غير بعيد عن مكتب الوالي الذي أمر بفتح تحقيق حول* طريقة* وفاة* الضحية*. تعد هذه الطريقة في الاحتجاج سابقة أولى من نوعها في تاريخ المنطقة، وردد المتجمهرون شعارات تعبر عن "الحقرة" ولا مبالاة المسؤولين. وكان الضحية المتمدرس بابتدائية زيغود يوسف بنفس المنطقة التابعة لدائرة أنقوسة 20 كلم عن عاصمة الولاية، متفوقا دراسيا وذو أخلاق عالية* ويحفظ* جزءا* من* القرآن* الكريم،* قد* لقي* حتفه،* ليلة* الأربعاء* إلى* الخميس،* متأثرا* بصعقة* كهربائية* قوية* بسبب* العطش* بعد* رحلة* البحث* عن* دلو* ماء* من* بئر* فلاحية* غير* صالحة* للشرب* قريبة* من* مقر* سكناه*. الواقعة كانت سببا في التهاب الشارع وتعطيل حركة المرور، وسط عاصمة الولاية، أمام مرأى المسؤولين الذين اكتفوا بذرف الدموع، بينما تعالت صرخات الشباب بترديد عبارة "الله أكبر... الله أكبر"، وسط تضامن شعبي كبير. في حين رفع البعض شعارات كتب عليها "في زمن الجيل الثالث لا زلنا نعاني العطش" و"الطفل ضحية لامبالاة المسؤولين" و"أعضاء منتخبون.. وماذا بعد؟" وفي قرية الضحية خرج الرجال والنساء وحتى الأطفال إلى الشارع، في مشاهد مؤلمة تعبر عن شعورهم بالتهميش، قبيل دفن الجثة في أجواء جنائزية مهيبة عمها الغضب الشديد، موجهين أصابع* الاتهام* إلى* أعضاء* المجلس* البلدي* والمير* بالتقصير* والإهمال،* رغم* الشكاوى* المرفوعة* للمنتخبين* بخصوص* أزمة* الماء* التي* تضرب* المنطقة* منذ* 10* أيام* دون* تحرك* أي* جهة* بعينها*. وحسب قريب الضحية "قروط إسماعيل بوعلام"، فإن الصبي توجه عشية الأربعاء بحثا عن دلو ماء طلبته والدته بسبب العطش فلم يجد سوى بئر فلاحية، وحينما أراد تشغيل المضخة بيد مبلولة صعقته كهرباء شديدة التوتر، وقد سمع صراخه على مسافة 500 متر فهرع الجميع إلى المكان، أين عثر عليه مرميا على الأرض يتخبط. ونظرا إلى انعدام مرفق طبي أو سيارة إسعاف بالقرية اضطروا إلى نقله إلى عيادة دائرة أنقوسة، 20 كلم عن موقع الحادثة. ولكون هذا المرفق لا يملك إمكانيات طبية كافية، فإن الأطباء بذلوا مجهودات فردية لإنقاذ حياة الطفل، الذي توفي بمجرد وصوله إلى مستشفى عاصمة الولاية عقب قطع 40 كلم. وهو الذي كان يحلم أن يصبح طبيبا لمعالجة مرضى قريته. يذكر أن الوالي استقبل بعض أفراد عائلة الضحية ووعدهم بالتحري في الموضوع ومحاسبة المقصرين
|