س: ماذا عن ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل؟
ج: ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل يشكل خطراً على صحة الأم وسلامة الجنين
إن من المشاكل التي قد تصاحب الحمل ارتفاع ضغط الدم الذي قد يكون متواجداً قبل الحمل أو قد يظهر لاول مرة أثناء الحمل.
بالنسبة لملاحظة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل لأول مرة فهو من المعروف حدوثه في خلال الحمل الأول، حيث قد يحدث بصورة متدرجة أو بصورة فجائية وفي الحالتين فإن الحمل المصاحب بارتفاع ضغط الدم يعد ذا خطورة عالية لانه قد يصاحبه بعض المشاكل التي قد تحدث للجنين أو السيدة الحامل. فمثلاً قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل صغر نمو الجنين (أو تأخر نموه) الناتج عن قصور المشيمة، كما قد يصاحبه قلة السائل السلوي حول الجنين أو في بعض الحالات النادرة وفاة الجنين داخل الرحم الناتج عن الضمور الشديد للمشيمة أو الانفصال المفاجىء لها. أما بالنسبة للحامل فقد تلاحظ الزيادة الكبيرة في الوزن والتورم في الجسم كما قد يصاحبه ظهور البروتين في البول (الزلال) عن الفحص الروتيني للبول أثناء الزيارة لعيادة الحوامل ويسمى في هذه الحالات تسمم الحمل. لذلك فمن الواجب على كل حامل متابعة الحمل خصوصاً في الشهور الأخيرة لفحص ضغط الدم والبول وفي حالة اكتشاف ارتفاع ضغط الدم يتم التأكد أولاً من عدم وجود خلل وظيفي في الكلية قد يؤدي إلى ذلك كما يجب التأكد من النمو الصحيح للجنين بالفحص بالموجات الفوق الصوتية والتأكد من مرور الدم بشكل طبيعي في المشيمة إلى الجنين عن طريق الفحص بموجات الدوبلر.
العلاج
وتتم معالجة هذه الحالات عادة بالأدوية الخافضة للضغط مثل دواء (ألدومت) أو (تنورمين) وهي من الأدوية التي تستخدم بكثرة أثناء الحمل لأمان استخدامها. كما يجب متابعة فحص وظائف الكلية في هذه الفترة والتأكد من أن نسبة اليوريا طبيعية في الدم كما يجب التأكد من أن نسبة حمض اليوريك في الدم طبيعية وأن كمية البول في الحدود الطبيعية. لا يتم التدخل عادة قبل حلول الشهر التاسع من الحمل إلا عند الضرورة مثل ارتفاع الضغط لدى الحامل وعدم استجابته للأدوية أو تدهور وظائف الكلية وارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم أو انخفاض معدل إخراج البول. ومن المهم التأكد من أن نسبة الصفائح الدموية طبيعية في الدم وعدم وجود انخفاض فيها أو في نسبة الهيموجلوبين (خضاب الدم) لأنه في بعض الحالات النادرة قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم انخفاض شديد في نسبة الصفائح الدموية أو نسبة الهيموجلوبين بشكل كبير ويسمى في هذه الحالة (متلازمة هلب) مما قد يؤدي إلى النزيف الشديد بعد الولادة. وفي مثل هذه الحالات فإن العلاج المناسب هو توليد المرأة بصورة سريعة إما عن طريق المهبل إذا كان ذلك ممكناً خلال وقت قصير أو إجراء عملية قيصرية، ولكن يجب متابعة الحامل أيضاً بعد الولادة لان فترة الثمانية والأربعين ساعة بعد الولادة تعد مهمة جداً لأنه في بعض الحالات قد تتدهور الحالة بعد الولادة لذلك يجب القياس بقياس نسبة إخراج البول والمؤشرات الدموية السابق ذكرها أيضاً بعد الولادة كما يجب التأكد من أن وظائف الكبد طبيعية لأنها قد ترتفع نسبة انزيمات الكبد في هذه الحالات مما قد يؤدي إلى عواقب سيئة.
فترة النفاس
أما فترة النفاس فإنها أيضاً تعد مهمة من حيث متابعة الضغط ووظائف الكبد والكلية. وقد يستمر ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة وبعد انتهاء فترة النفاس في بعض هذه الحالات ولكن في معظم الحالات فإن ضغط الدم يعود طبيعياً بعد ذلك ولا تحتاج المرأة إلى استخدام أي أدوية ولكن يجب متابعتها عند الحمل مرة أخرى لأن ارتفاع ضغط الدم قد يعاودها في الحمل الثاني ولكن في معظم الحالات تكون هذه الحالة مصاحبة فقط للحمل الأول.
لا توجد أية فحوصات يمكن القيام بها قبل الحمل لمعرفة من هي الحامل التي تكون أكثر عرضة لهذا الارتفاع في ضغط الدم (تسمم الحمل) ولكن من المتعارف عليه أنه يحدث في بعض الأجناس أكثر من غيرها خصوصاً ذوات البشرة السمراء.
تشنجات
يجب على الحوامل عدم اهمال متابعة الحمل لمعرفة إذا كان هناك أي مؤشر مثل الزيادة الكبيرة في الوزن أو ارتفاع الضغط كما ذكرنا لأنه على الرغم من معظم الحالات يمكن معالجتها كما سبق ذكره لكن في بعض الأحيان قد يصاحب ارتفاع الضغط لدى الحامل حدوث تشنجات متكررة ناتجة عن ارتفاع الضغط مما قد يؤذي الحامل والجنين بصورة دائمة، كما يجب عند توقع إصابة المرأة بتسمم الحمل وعدم القدرة على التحكم في ضغط الدم بالأدوية بشكل تام يجب استخدام الأدوية التي تحمي المرأة من حدوث هذه التشنجات حتى الولادة وبعدها لوقت قصير مثل دواء الماغنيسيوم سلفات ومراقبة الوظائف الحيوية لديها مثل التنفس ومرونة العضلات لديها. هناك بعض المؤشرات التي يمكن عند حدوثها توقع حدوث التشنجات مثل حدوث زغللة في العينين أو ألم في أعلى البطن أو الزيادة في استجابة العضلات عند الضغط الخفيف عليها أما بالنسبة للجنين فإنه يجب التأكد من وجود امكانية لاحتوائه في العناية المركزة لحديثي الولادة حيث إن معظم هؤلاء المواليد يكونون صغيري الحجم وبحاجة لعناية خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة كما قد يعاني بعضهم من آثار نقص جريان الدم في الحبل السري أثناء هذه الفترة الحرجة من الحمل وم
ا قد يترتب عليها من نزول دقات قلب الجنين وحصول حموضة في الدم نتيجة لذلك. لهذا فإن من المهم متابعة نمو هؤلاء الأجنة ووضع الحامل تحت الملاحظة المستمرة لدقات قلب الجنين حتى تتم الولادة، وعند ملاحظة أي انخفاض في دقات القلب أو أي مؤشر غير طبيعي في التخطيط فإن الولادة السريعة قد تكون ضرورية عن طريق إجراء عملية قيصرية.
بعد الإنجاز هناك بعض الحالات التي قد تكون الحامل قد سبق لها الإنجاب بصورة طبيعية وعدم حدوث أي ارتفاع في ضغط الدم في السابق ولكن قد يحدث لأول مرة بعد انجاب العديد من الأطفال، ويكون هذا غالباً في الحوامل المتقدمات بالسن وتتم متابعة هؤلاء الحوامل بنفس الطريقة السابقة وعادة ما يتم إنجاب أطفال صغيري الحجم نتيجة (ارتفاع ضغط الدم). وفي معظم هذه الحالات يستمر ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة وتكون هناك حاجة للاستمرار في استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم بصفة دائمة.
قبل الحمل
أما بالنسبة للسيدات اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم وتشخيصه قبل الحمل بأن عليهن عند الرغبة في الحمل الاستشارة الطبية وذلك للتأكد من إمكانية استخدام هذه الأدوية أثناء الحمل بدون إحداث ضرر للجنين أو تغييرها لأدوية مناسبة للحمل. وفي أثناء الحمل يتم متابعتهن بواسطة أطباء القلب وأطباء النساء والولادة حيث يكن بحاجة لإجراء أشعة صوتية للقلب أثناء الحمل للتأكد من سلامة نشاط عضلات القلب وغالباً ما تستمر فترة الحمل بدون أي نتائج سلبية إذا تم التحكم بالضغط ولكن من الضروري متابعة نمو الجنين وسريان الدم في الحبل السري كما سبق ذكره ينصح أيضاً باستخدام الاسبرين لهؤلاء السيدات أثناء الحمل بالإضافة إلى الأدوية الخافضة لضغط الدم وإيقافه في بداية الشهر التاسع حيث يؤدي ذلك إلي التحسن في نمو الجنين خصوصاً إذا سبق للحامل إنجاب أطفال صغيري الحجم.
من الضروري لأي حامل عانت من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل التأكد بعد انتهاء الحمل من سلامة وظائف الكبد والكلية والقلب وعدم وجود أمراض أخرى مؤدية لارتفاع ضغط الدم مثل مرض الذئبة الحمراء.
هناك بعض الحالات النادرة التي يحدث فيها ارتفاع ضغط الدم لأول مرة في أثناء الحمل الناتج عن وجود ورم في الغدة الكظرية (فيوكروموستيوما) الذي يفرز مادة الأدرينالين ويؤدي إلى الارتفاع الشديد في الضغط وعدم استجابته للأدوية إلا بجرعات عالية - ويتم تشخيص هذه الحالات عند اشتباهها لحدوث تذبذب كبير في ضغط الدم بإجراء أشعة صوتية للغدة الكظرية حيث يمكن رؤية الورم في بعض الأحيان أو إجراء فحص البول أو الدم لنسبة الفنييل ماندليك أسيد الذي يكون مرتفعاً وعند تشخيص هذه الحالات فإنه يجب إجراء استئصال جراحي لهذا الورم بعد الولادة مباشرة التي تتم عادة بواسطة العملية القيصرية.
الملح
- هناك بعض الاحتياطات التي يجب على أي حامل تعاني من ارتفاع ضغط الدم مراعاتها وهي التقليل من الملح في الأكل وعدم الاجهاد وملاحظة ظهور أي تورم غير طبيعي في الجسم ونسبة إدرار البول. كما يجب ملاحظة عدد حركات الجنين والإسراع لاستشارة طبيب الحوامل عند ملاحظة أي انخفاض في معدل الحركة للجنين أو حدوث صداع شديد أو زغللة في العينين أو نزف مهبلي.
- أما بالنسبة لموانع الحمل لهؤلاء السيدات فإنه ينصح بالابتعاد عن استخدام حبوب منع الحمل لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشدة وعدم القدرة على التحكم فيه. لذلك يجب استخدام الطرق الأخرى مثل اللولب أو العزل.
----------------
س: أخبرنا المزيد عن ارتفاع ضغط دم الحمل؟
ج: تُعتبر المرأة الحامل مُصابة بإرتفاع ضغط الدم إذا كان ضغط الدم الإنقباضي,(قراءة الضغط أثناء إنقباض بطين القلب) يساوي أو أكبر من 140 مليميتر زئبق ( 140 mmhg) و هي القراءة العلوية , أو إذا كان ضغط الدم الإنبساطي ,(قراءة الضغط أثناء إنبساط "إرتخاء" بطين القلب) يساوي أو أكبر من 90 مليميتر زئبق (90 mmhg) و هي القراءة السفلية.
أو إرتفاع كلاهما فيكون ضغط الدم أكبر من (140\90 mmhg).
إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يُصيب 3 - 10 % من النساء الحوامل.
يُقسم إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى :
1.إرتفاع ضغط الدم الحملي Gestational Hypertension :
إرتفاع ضغط الدم إلى أو أكثر من 140\90 مليميتر زئبق mmhg بعد 20 أسبوع من بداية الحمل , و لم تكن الحامل مُصابة بإرتفاع ضغط الدم قبل وقوع الحمل (ضغطها كان طبيعي قبل الحمل) أو أي مرض كلوي, و يختفي خلال 3 أشهر من بعد الولادة (يرجع الضغط طبيعي).
2.ما قبل الإرجاج Pre-eclampsia :
إرتفاع ضغط الدم بعد 20 أسبوع من الحمل و يكون مصحوباً
-بوذمات (إنتفاخ نتيجة تجمع السوائل) في اليدين و الوجه و الرجلين.
-بظهور الزلال في البول , و تكون كمية البروتين في البول لمدة 24 ساعة 300 مليجرام.
-بعدم كفاءة عمل الكلى حيث يكون مستوى الكرياتينين في الدم أعلى من 90 مليمول في ليتر الدم.
-بإرتفاع إنزيمات الكبد في الدم الترانزأمينيز , أو ألم في الناحية اليمنى العلوية من البطن.
-بأعراض عصبية مثل إضطرابات في البصر , فرط المنعكسات الوترية.
-بنقص الصفيحات في الدم .
-بتكسر كريات الدم الحمراء.
-بالتخثر (التجلط)المنتشر داخل الأوعية الدموية.
-نقص نمو الجنين.
أهمية هذا النوع هو إمكانية حدوث نوبات تشنجية للحامل (صرع) و تُسمى هذه الحالة بالإرجاج Eclampsia , بالطبع هذه الحالة خطرة جداً على الأم و الجنين. و كذلك إرتفاع ضغط الدم في ما قبل الإرجاج يختفي خلال 3 شهور من بعد الولادة.
3-إرتفاع ضغط الدم المزمن Chronic Hypertension :
إرتفاع ضغط الدم إلى أعلى من 140\90 مليميتر زئبق mmhg قبل وقوع الحمل أو قبل الأسبوع العشرون من الحمل و لا يكون مصحوباً بأي عرض من أعراض ما قبل الإرجاج.
4-إرتفاع ضغط الدم المزمن مع حالة ما قبل الإرجاج Chronic Hypertension with superimposed Pre-Eclampsia :
هي نفس حالة إرتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل مصحوبة بواحدة أو أكثر من عوارض ما قبل الإرجاج.
إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يؤدي إلى مضاعفات في القلب و الجهاز العصبي و الكلى في الأم , و مضاعفات على الجنين مثل موت الجنين في الرحم و إنفصال المشيمة و تخلف نمو الجنين. من هذا تتضح أهمية متابعة الحوامل المصابات بإرتفاع ضغط الدم قبل و أثناء و بعد الولادة.
-----------------