نحن من أهانّك يا وطنُ فأهانونا

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد النّبيّ الأمين المبعوث رحمة للعالمين
وبعدُ

منذ نشأتي وأنا لا أعير اهتماما لوطني ولا أعلم لماذا
ربّما هو إحساسي بالأمن والأمان فيه مذ حييت أو ربّما هي تطلّعاتي الفوقيّة لما أشاهده من مناظر وإنشاءات في غيره من البلدان والتّخيل لا يتركني وشأني........
ضجرٌ يولّد مللا واستياءٌ يورث اكتئابا
هذا ولم أعتقد أنّ الملل والاكتئاب سيقعان في أنّ أحدهما السبب والآخر النتيجة أو أحدهما النتيجة والآخر السبب

ففي كتاب الماضي ولا أظنّ أحدا منكم رآه أو مرّ به فإنني قد أوجزت فيه بعضا من فجوات ليست في صالح الوطن وإن كانت ضئيلة نوعا ما
ألا تعلمون أن الصغير يكبر كلّ يوم ويتعلّم؟
أو ترى شخصا يواضب على معصية صغيرة ولا تنهاه عنها ظانّا منك أنّه سيتركها فتذهب جفاءً
على العكس سيملّ منها ويبحث عن معصية أكبر منها ويجري ويجري حتّى يهون لأنّه لم يجد من يوقفه
لا عقوبة تردعه ولا صالحين ينهونه عن المنكر

لماذا تهين نفسك يا هذا؟
من أهان نفسه أهانه النّاس
لا تهن نفسك حتّى لا يهينك النّاس

في ذلك الكتاب وفي أواخر القرن الماضي كان الحال أجمل حال وكانت الأسواق هادئة والضواحي باحتشام والنّساء كنّ مؤدّبات لا يرتدين الاغراءات! لم نكن نشاهد فتاة تخرج بلباس فاضح ضيّق يفسّر جسدها كما يظهر الآن.
وكأنّهن يتسابقن نحو نجوميّة الأجساد
ويقلن..... (أزياء)
ما هذا إلا إخفاق

كان الرجال رجالا في الأفعال والأقوال والأوصاف
لم نشهد رجلا لا يغار على ابنته أو أخته وإن شهدناهم فقلّة أو غير مسلمين
والشّباب كان لا يقلّد الفتيات وهنّ لا يقلّدن الشباب .
وشبابنا الآن ما عاد ذلك الشباب فقد مات ونبذته القنوات

تبّا لوسائل التقنية ! إلى أين ستوصلنا؟
لا هواتف محمولة ولا حواسيب في متناول الجميع في ذلك الزمان حيث أنّ الهاتف كان لإجراء مكالمة فقط لا طريقا لتبادل الشهوات بين المراهقين والمراهقات.
ما هذا إلا استياء

وفي شهر رمضان كنّا والله نعيش معنى الصيام وعلى المائدة صنف واحد ونادرا صنفان وما كان هنالك الجياع الذين لا يجدون من يطعمهم بل كانوا ينالوا حقّهم وبازدياد.
عذرا إليك رمضان لم تعد شهر الخير والصيام فقد غيّرنا مضمونك وتزوّدنا قبل قدومك بأشهى أصناف الطعام واللحوم في ثلاثين يوما واجب على مائدتك رمضان.ولا يهمّنا من جاع أو من لم يجد الطعام حتّى أننا نسينا أجر إفطار الصائم والسمر لفجر رمضان لا يعادل سمرا في باقي شهور السنة ونقول....... صيام
ما هذا إلا إنذار

اغلقوا الكتاب فقد مضى ولم يعد
مهمّة الشيطان هي الإضلال فاحذروه
قد نجح وغيّرن خلق الله ويا ويلتاه
أقسم أننا نعبد الشيطان أكثر من الله
يا عبدي أقبل عليّ بتقوة وحلال
ويا عبدي أنا كاذب فاتّبعني لك النار

إنّ الله هو الحقّ وما دونه هو الباطل والشيطان باطل ووعوده باطله وما يحدث هو وعد الله وما لا يحدث هو وعد الشيطان إلا أننا نحترم وعد الشيطان ونتغاضى عن وعد الله فهانت علينا أنفسنا قبل الوطن فصار الوطن مضمارا للتداعيات.

لا أعلم أنا من أي نوع لكنّي أحتجّ
هذِ غيرتي والله وقد أنطقها الشقاء
في أي دير أنت يا فارسُ تستنكح البقاء
ارفع راية في وطنك لا هنا واصدد من اجتاح
هنت علينا يا وطنُ فافترسك الأدعياء
نحن من كنّا نقول إننا فيك الأوفياء
ثمّ تبيّن لي بعد الذكر أننا السفهاء
أيحقّ لي التّشدق في غير وطني؟
أو أتفيهق بين النّاس ووطني بانطفاء؟

نعم إنّه خوفي قد حلّ بي وامتدّت تلك الفتن حتى وصلت إلينا تأهّبا لتحضير المصائب وهذا ما أخشاه.

أنا لا ألوم الوطن ولا ألوم باقي الأوطان لكن ألوم نفسي أولا ومن ثمّ أهل القرآن
وما تلك إلا ألاعيب ابتدعوها أعداء الله
ليزرعوا الفتنة والبغضاء بين المسلمين
ونجحوا وباعدوا وشرّدوا بعون الخائنين

صرنا لاجئين في وطننا
وصار اللاجئون في وطننا فرسانا

أنتم أيها العرب إنّكم لمنافقون
أنتم أيها العرب إنّكم لخائنون

لولا خيانة العرب بعضهم لما نالوا منّا أولئك الكفار والمشركون ولما ترك الناس أوطانهم لاجئين إلى أوطان أخرى.
ولو كان العرب متوحدين متماسكين لنصرهم الله تعالى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الله يسلمك شكرا لك انت
على مرورك الذي عطر موضوعي وزاده رونقا وجمالا