بنك على ما تربيه" هكذا يقول المثل الشعبي ...
وهكذا يؤكد خبراء التربية، وأسلوب هادئ يمكن للأب والأم غرس مفهوم الاعتماد على النفس عند الطفل، بحيث يشب قوياً مسئولاً معتمداً على ذانه، ويستطيع اتخاذ قراراته الصائبة في مستقبله، والأمر لا يحتاج لأكثر من تعويد الطفل على بعض الأمور، منها - كما يقول د. إلهامي عبد العزيز رئيس قسم الدراسات البيئية التربوية للأطفال بجامعة عين شمس - أن نعطي الطفل قدرأ من الثقة بالنفس ونعوده على أن يتصرف بمفرده على أن نراقب تصرفاته وأفعاله لنعرف إلى أي مدى يستطيع الطفل أن يعتمد على نفسه. فمثلاً في المدرسة نعطيه الثقة أن يتكلم ويكون صداقات مع زملائه ويدخل في مناقشات مع مدرسيه ولا يخاف وينكمش ونلفت نظر مدرسيه أن يعطوه الثقة أيضاً لا أن يخاف من عقابهم، بل تكون العلاقة قائمة على الصداقة والحب والاحترام وأن يعرف الطفل معنى الثواب نعطيه جائزة أو نشكره ونفخر به وإذا أخطأ يعاقب على قدر سنه عقاباً لا يجعله يشعر بالمهانة أو يترسب في نفسيته أية عقد سيكولوجية تكبر معه حتى يشب، بل لا بد أن يكون عقاباً معقولاً.
وأيضاً لا بد أن يعتمد على نفسه في اختيار ما يحبه من الطعام والشراب ولا نفرض عليه شيئاً حتى لا يكرهه وحتى إن كنا نريد أن يأكل نوعاً من الطعام مفيداً لصحته، ويضيف د. إلهامي لا بد أن يكون لدى الطفل حرية في إختيار ملابسه مع توجيهه، ولا بد أن يكون له صداقات وأصدقاء يلعب معهم ويخرج معهم إلى النادي أو أي مكان آخر، ولكن دور الأم هنا لا بد أن تعرف من هم أصدقاؤه وعائلات أصدقائه، ولكن الحرية تكون في حدود، بمعنى لابد ألا يتأخر الطفل على ساعة محددة تحددها الأم لابنها وبطريقة غير عنيفة ليس فيها ضغط وتكون الأم صديقة لطفلها حتى يسمع لها ويكون حريصاً على إرضائها.
ويستطرد د. إلهامي قائلاً وفي أثناء المذاكرة لابد أن يعتمد الطفل على نفسه في تتظيم وقته في التحصيل والمذاكرة، ولابد أن تتعود الأم على ذلك ولا تجعل الطفل يعتمد عليها حتى في الكبر فيصبح ضعيف الإرادة غير قادر على تحمل المسئولية ... ولذلك لابد أن تساعد الأم طفلها مساعدة بسيطة تدريجياً حتى يشب معتمداً على نفسه في البيت، ولهذا لابد أن يتعود على تنظيم ملابسه في دولابه وترتيب حجرته وتنظيفها ويجب أن يتعود أن يرى دائماً كل شئ أمام عينيه مرتباً وجميلاً.