أوضح د. محمد ياسر الحلو عضو الجمعية السعودية للغدد الصم والاستقلاب ورئيس لجنة أنشطة التثقيف والدعم الصحي بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي انه قد اجتمع عدد من أطباء السكري من العالم الإسلامي في وقت سابق وحاولوا وضع قواعد لتحديد من بإمكانه من مرضى داء السكري الصيام في رمضان وقد خرجوا بعدد من القواعد بالنسبة لهذا الداء مشددين على أهمية التوعية في هذا الموضوع للمصابين بداء السكري وغيرهم ممن لهم علاقة بالمصابين وذلك للتغير الذي يطرأ على المصابين في شهر رمضان في جانب النظام الغذائي من ناحية تغير عدد الوجبات وهذا يعني تعرض الشخص لارتفاع في نسبة السكر بالدم مرتين بدلاً من ثلاث مرات يومياً وتغير أوقات الوجبات وهذا يعني أن الارتفاع الحاصل على نسبة السكر في الدم يتحول من ثلاث مرات صباحاً وعصراً ومساءً إلى مساء وعند الصباح الباكر مما يجعل تغيير العلاج ملازماً للتغير الحاصل في الغذاء ، بالإضافة إلى التغير الذي يطرأ على المصابين في جانب النظام اليومي حيث يؤثر الصوم على النشاط اليومي للفرد فيقل في الغالب خلال النهار ويزداد خلال فترة الليل وخصوصاً لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر بالدم،ومما سبق يتضح التغير الواضح في نظام الغذاء والنشاط اليومي والذي بدوره يحتم تغير النظام العلاجي، ويكون هذا التغير تحت إشراف الطبيب المعالج وطبقاً لإرشاداته سواء كان ممن يتعاطى الحبوب أو حقن الإنسولين علماً بأن عدم استشارة الطبيب قد يعرض المصاب إلى انخفاض شديد خلال فترة الصيام أو ارتفاع شديد خلال فترة الفطر.
وتطرق د. الحلو إلى القواعد التي تبناها أطباء السكري في العالم الإسلامي للمرضى المصابين بالنوع الأول لسكري حيث لم ينصحوا بشكل عام هؤلاء المرضى بصيام رمضان وخاصة المصابين بالسكري الهش أو المتذبذب بشكل يومي ، بالإضافة إلى المرضى الذي يأخذون أكثر من 3 - 4 حقن يوميا، والمرضى الذين أدخلوا المستشفى نتيجة ارتفاع حاد أو هبوط حاد في السكر في آخر 3 أشهر،والمرضى القاطنين لوحدهم، والمصابين بمضاعفات السكري سواء على القلب أو الكلى أو العيون أو الأعصاب.
واستدرك الحلو انه يمكن الصيام لمرضى النوع الأول بالسكر ولكن بحذر شديد للمرضى المسَيطَر على السكري عندهم، والمرضى غير المصابين بالنوبة الحمضية أو هبوط حاد مؤخرا ، والمرضى الذين يأخذون جرعتين من الأنسولين يوميا.
وتطرق رئيس لجنة أنشطة التثقيف والدعم الصحي بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي إلى قواعد صيام مرضى السكري المصابين بالنوع الثاني حسب الدراسات الطبية حيث بين أنهم هم الأكثر انتشارا وأن كل مريض عنده واحد أو أكثر من الأعراض التالية ينصح بعدم صيامه وهم:
المصابون بزلال في البول مع ارتفاع معامل الكرياتينين عن 1.5 ملغم، بالإضافة إلى المصابين باعتلال حاد في شبكية العين ، والمصابين بخلل في عمل الأمعاء نتيجة السكري أو حصول دوخة عند الوقوف " هبوط ضغط " ، والذين يعانون من فقدان القدرة على الشعور بهبوط السكر الحاد ، بالإضافة إلى المصابين بمضاعفات على القلب والشرايين والدماغ نتيجة السكري ، والذين يعانون من حالة ارتفاع حاد في السكر في الفترة الأخيرة بمعدل السكري أكثر من 300 ملغم، بالإضافة إلى من يأخذون جرعات متعددة من الأنسولين يوميا، والنساء الحوامل أو المرضعات المصابات بداء السكري ، والمصابين بمشاكل عضوية أخرى مصاحبة للسكري مثل التهاب قرحة حاد، أمراض كالسل، مرض الربو، حصى في الكلى، جلطات قلبية خفيفة، أمراض نفسية حادة، خلل في وظائف الكبد.