عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ... الحديث ) .
الراوي: الفارسي المحدث:الألباني - المصدر:ضعيف الترغيب- الصفحة أو الرقم:589
خلاصة حكم المحدث:منكر
مع الأسف كثيرًا ما نسمع من الخطباء من يجعل خطب هذا الشهر في شرح هذا الحديث مع أنه
حديث باطل .
رواه ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر .
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ،
وسعيد بن المسيب لم يسمع منه ،
وفي إسناده اضطراب وفي متنه نكارة
إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر ،
مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية :
العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار
وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ،
ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث .
وأيضاً : في الحديث
( من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة )
وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة
والفريضة فريضة في رمضان وغيره ،
وفي الحديث أيضاً :
( من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه )
وفي هذا التحديد نظر ، إذ ...الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره ،
ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار
، للحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له
إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
فينبغي الحذر من الأحاديث الضعيفة ،
والتثبت من درجتها قبل التحديث بها ،
والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان ،
وفق الله الجميع وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال .
والله أعلم